57 عاماً على تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية – الواقع والآفاق المستقبلية
كتبه- أبو محمد ماجد
لم تنشأ منظمة التحرير الفلسطينية من العدم فقد سبق تأسيسها تطورات على الصعد الفلسطينية والعربية والدولية وعلى الرغم من اختلاف الأهداف لدى كل طرف وتباين التصورات المتعددة لطبيعة المنظمة فقد كان ل التقاء رغبات الدول العربية مع رغبات جماهير الشعب الفلسطيني الدور الأهم في تأسيس المنظمة ففي حين كان هدف معظم الدول العربية من تأسيسها قطع الطريق على العمل الفدائي الفلسطيني حتى لا تتورط تلك الدول في حرب غير مستعدة لها كان هدف الجماهير الفلسطينية انتزاع كيان سياسي بمثابة بيت معنوي وعنواناً لها بعد النكبة.
يعتبر تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية من أبرز المحطات النضالية في تاريخ الشعب الفلسطيني بعد النكبة.
انعقد المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول في مدينة القدس في الفترة من 5/28 – 6/3 عام 1964 بحضور 397 عضواً وانتخب أحمد الشقيري رئيساً وكلٌ من حكمت المصري وحيدر عبد الشافي نائبين للرئيس ووافق المؤتمر على تحويل نفسه إلى مجلس وطني انتقالي لمدة سنتين يتم خلالها انتخاب مجلس جديد انتخاباً مباشراً يشارك فيه أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف تجمعاتهم.
– المنظمة : واقعها وآفاقها المستقبلية
شارفت المنظمة على نهاية العقد السادس من عمرها ومن حقنا أن نسأل … هل حققت المنظمة المهام والأهداف التي تأسست من أجلها وهل لا تزال تحتفظ بمكانتها التاريخية كممثل حقيقي يعبر عن أهداف وآمال الفلسطينيين وهل المنظمة بوضعها الحالي صالحة لقيادة شعبنا في المرحلة الراهنة وإذا لم تكن كذلك فهل من سبيل لإعادة بنائها وتفعيل دورها واستعادة مكانتها.
المشكلة الرئيسية التي تحول دون تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية واستعادة مكانتها أن اتجاهاً رئيسياً ومسيطراً على المنظمة يعتبر أن دورها قد انتهى بتوقيع اتفاق أوسلو وقيام سلطة الحكم الإداري الذاتي المحدود فقام بإلغاء معظم دوائر المنظمة ودمجها بدوائر السلطة و وزاراتها وعلق معظم بنود الميثاق الوطني واعتمد المفاوضات طريقاً وحيداً للانتقال من السلطة إلى الدولة ومضى قدماً بالالتزام باتفاقات أوسلو والتنسيق الأمني وعدم الالتزام بقرارات المجالس الوطنية والمركزية ومخرجات الأمناء العامين في رام الله وبيروت هذه المواقف للقيادة المتنفذة شكلت العقبة الرئيسية في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية الائتلافية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني.
إن الواجب الوطني يتطلب من القيادة الرسمية للمنظمة التحرر من أوهام التسوية الأمريكية وإعادة النظر بعلاقتها مع دولة الاحتلال باعتبارها كياناً استعمارياً استيطانياً وقراءة المشهد الفلسطيني جيداً بعد معركة سيف القدس البطولية والدعوة لحوار وطني على أعلى المستويات وبقرارات ملزمة لإعادة تنظيم الصفوف وبناء الحالة الوطنية الناهضة وأسس الائتلاف الوطني وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية الائتلافية حرصاً على تعزيز موقعها النضالي ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني.