يوم الأسير الفلسطيني!
نحو مليون فلسطيني اعتقلتهم سلطات الاحتلال منذ 1967
الفلسطينيون يحيون يوم الاسير الفلسطيني، نصرة لألاف الأسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال، خلال فعاليات كبيرة تظهر أهمية قضية الأسرى بالنسبة للشعب الفلسطيني.

خاص بموقع الراية نيوز
يحيي الشعب الفلسطيني اليوم 17 نيسان/ أبريل، “يوم الأسير الفلسطيني”، الذي يأتي هذا العام وما زال نحو 5000 أسير وأسيرة فلسطينية داخل سجون الاحتلال الصهيوني.
ويعود اقرار يوم الأسير الفلسطيني للعام 1974م، حينما أقره المجلس الوطني الفلسطيني باعتبار يوم 17 نيسان/ أبريل، يوما للوفاء للأسرى الذين سقطوا شهداء داخل سجون الاحتلال الصهيوني، وتقديرا لنضالات وصمود وتضحيات الأسرى ودعما وإسنادا لقضيتهم العادلة وحقهم بالحرية.
واختير هذا التاريخ، للاحتفال بيوم الأسير، كونه شهد إطلاق سراح أول أسير فلسطيني “محمود بكر حجازي” في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.
وأقرت القمة العربية العشرين أواخر آذار/ مارس من العام 2008، في العاصمة السورية دمشق، اعتماد هذا اليوم من كل عام للاحتفاء به في الدول العربية كافة، نصرة واسنادا للأسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الصهيونية.
ومنذ بداية الاسبوع المنصرم حتى اليوم، يحيي الفلسطينيون يوم الاسير، لكن الذكرى تأتي هذا العام في ظل واقع يزداد سوءا، جراء سياسات الاحتلال الصهيوني داخل السجون، والانتهاكات الطبية المتعمدة، إضافة الى تفشي فيروس “كورونا” في صفوف الأسرى.
شهداء الحركة الأسيرة
وبحسب اخر الاحصائيات، فقد بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة (226) شهيدا، ذلك منذ عام 1967، بالإضافة إلى مئات من الأسرى اُستشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون، من بين الشهداء الأسرى (75) أسيرا ارتقوا نتيجة للقتل العمد، و(73) اُستشهدوا جرّاء التعذيب، و(7) بعد إطلاق النار عليهم مباشرة، و(71) نتيجة لسياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء).
ويشار الى انه في العام المنصرم 2020، ارتقى أربعة أسرى شهداء داخل السجون جراء الإهمال الطبي، والتعذيب.
وبلغ عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم، (7) أسرى شهداء، ترفض سلطات الاحتلال تسليمهم لذويهم، أقدمهم أنيس دولة، الذي اُستشهد في سجن عسقلان في العام 1980.
كما يربو عدد الأسرى المرضى قرابة الـ (550) أسيرا، جلهم يعانون من أمراض بدرجات مختلفة وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة، وعلى الأقل هناك عشرة أسرى مصابون بالسرطان.
أسرى الحرية
وبحسب الإحصائيات الأخيرة لأعداد اسرى الحرية في معتقلات الاحتلال، لعام 2021، فقد بلغ حتى نهاية شهر آذار/ مارس 2021 نحو (4450) أسيرا، بينهم (37) أسيرة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين نحو (140) طفلا، وعدد المعتقلين الإداريين نحو (440) معتقلا، وبلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة خلال شهر آذار/ مارس (105) أوامر اعتقال، بينها (28) أمرا جديدا، و(75) تمديدا.
وبلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية “أوسلو”، الذين اعتقلوا بشكلٍ متواصل منذ عام 1983، (25) أسيرا، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ هناك عدد من الأسرى المحررين في صفقة “وفاء الأحرار” الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم وهم من قدامى الأسرى، أبرزهم الأسير نائل البرغوثي الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، والتي وصلت ما مجموعها إلى (41) عاما، قضى منها (34) عاما بشكل متواصل، إضافة إلى مجموعة من رفاقه نذكر منهم علاء البازيان، ونضال زلوم، وسامر المحروم.
وبلغ عدد الأسرى الذين تجاوز على اعتقالهم (20) عاما -بشكل متواصل– (62) أسيرا وهم ما يعرفوا بعمداء الأسرى، ببنما بلغ عدد الأسرى الذين صدرت بحقّهم أحكاما بالسّجن المؤبد (543) أسيرا، وأعلى حكم أسير من بينهم الأسير عبد الله البرغوثي ومدته (67) مؤبدا.
اعتقلت سلطات الاحتلال الصهيوني نحو مليون فلسطيني منذ العام 1967، حتى اليوم!.
معاناة الاسرى!
يعاني الأسرى في سجون الاحتلال من أوضاع معيشية صعبة، وحملة استهداف متواصلة من قبل إدارة مصلحة سجون الاحتلال ومخابراته، اشتملت حرمانهم من أبسط شروط الحياة.
ويواجه الاسرى، سياسة الإهمال الطبي، التي تعتبر واحدة ضمن العديد من الجرائم والانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسيرات والأسرى الفلسطينيين، إذ تمعن بانتهاك حقوق الأسرى المكفولة بموجب الاتفاقيات والمواثيق الدولية فيما يتعلق بحق المعتقلين بتلقي العلاج اللازم والرعاية الطبية.
ويعاني الاسرى، جراء بممارسة سلطات الاحتلال التعذيب بحق المعتقلين الفلسطينيين منذ احتلالها لفلسطين، فقد استخدمت أساليب عدة في تعذيب المعتقلين نفسيا وجسديا، غالبيتها أساليب فظيعة مارسها محققي الاحتلال لانتزاع الاعترافات من المعتقلين الفلسطينيين ليسقط (73) شهيد في زنازين التحقيق منذ العام 1967.
يدخل الأسرى بأجساد متعافية، وتتم ممارسة حالة من الإضعاف الجسدي لهم عن طريق التعذيب في غرف التحقيق والضرب الذي يسبب لهم ضررا واعطابا صحية في أجسادهم، بعدها تبدأ سياسة الإهمال المتعمد حتى تصل بالأسير لأقاصي المعاناة الصحية، وأكبر مثال الاسير منصور شحاتيت الذي خرج هذا العام بجسد هزيل وذاكرة مفقودة!
كما ويواجه الاسرى أزمة عزل عزلهم عن محيطهم الاجتماعي الخارجي، إذ تعمد السلطات الاحتلال إلى تشديد وتعقيد الإجراءات المتعلقة بزيارات ذوي الأسرى لهم، وتصل تلك التعقيدات حد منع الزيارات كوسيلة عقابية لهم ولعائلاتهم.
يلجأ مئات من الأسرى اضطرارا للإضراب عن الطعام، في محاولة منهم للضغط على إدارة السجون، كي تستجيب لمطالبهم، ما يضعف اجسادهم يعرضهم للمرض نتيجة تهالك اعضائهم بفعل الاضرابات المتكررة.
كذلك يتعرض الاسرى الى سياسة هدم منازلهم، حيث شرع الاحتلال الصهيوني بتنفيذ جريمة هدم البيوت كسياسة عقاب جماعي بحق أبناء شعبنا منذ احتلاله لفلسطين وتوسعت في بداية الاحتلال العسكري عام 1967، تزامنا مع أساليبه الإجرامية المتنوعة من قتل واعتقال وتهجير، وما زال يمارس هذه السياسة من أجل الضغط على أبناء شعبنا وفي محاولة منه لمنع تصاعد عمليات المقاومة.
كذلك، تستمر معاناة الأسرى الفلسطينيين المقطوعة رواتبهم، بفعل تقصير من قبل السلطات الفلسطينية في دفع مستحقات ورواتب الأسرى وعائلاتهم.
إن أسرى الحرية بحاجة إلى من يرفع رايتهم، فالقادم ضد الأسرى أخطر ما لم يتم التحرك، من خلال العمل الميداني الضاغط، لذلك المطلب الملح في هذه المرحلة، ان تتصدر قضية اسرى الحرية، المشهد النضالي، السياسي والثقافي والفكري!




