هل ستبقون مع “منظمة” أبو مازن وزمرة المأجورين معه !.. على الأغلبية المدعومة شعبيا اتخاذ القرار !
منذ ان اعلن ربيب “إسرائيل” أبو مازن عن خطته لاجراء انتخابات مجلس الحكم الذاتي كنا ضد الخطوة وقلنا انها جاءت استباقية وتمهيدية لنتائج الانتخابات الامريكية وبناءً على اتفاقات إقليمية ودولية وتكريساً ” شرعياً ” للاحتلال والاكتفاء بالحكم الذاتي في الضفة والقطاع ، كذلك تكريس شراكة سلطة الحكم الذاتي بين “فتح “و”حماس” المنقسمة بين الضفة والقطاع .
جميع الفصائل باستثناء الجهاد جزئياً وافق على مرسوم عباس الذي انسجم مع وضوح عباس سياسياً في اجتماع “الأمناء العامين” انه لا مكان لاي اجتهاد سوى نهج ومسار أوسلو الذي ” تمرجل” عليه كل الآخرين بما في ذلك تنظيم “فتح” الذي اعتبره إرادة عالمية وعربية وخضوع للأمر الواقع وكأنه لا دخل لهم بهذا النهج والاتفاق الذليل …
رغم هذا التهافت الفصائلي غير المبرر سوى بمسألة “حق الشعب تحت الاحتلال بممارسة حقه في انتخاب قيادته لأدارة شؤونه الداخلية ” حتى لو بثمن التخلي الفعلي عن الثوابت الوطنية عبر الالتزام بمرسوم عباس ، عن قضية التحرير والعودة والدولة – برامج الفصائل التي بقيت حبراً على ورق رسمياً وجماهيرياً ، برأينا امعاناً في اعلان النوايا الصادقة التي تعمي شعبنا عن الحقيقة .
فالشعار الناظم لنهج التنظيمين الأهم بعد “فتح” ، “حماس” و”الشعبية ” هو ايضاً “حل الدولتين ” الذي دفنته “إسرائيل” من خلال الاستيطان والعسكر والزحف الرسمي لضمه ابتداءً من القدس والغور …الخ .
الآن وبعد ان تيقن الإقليم ( وإسرائيل طبعاً ) والدولي وعباس ان قيادة هذا النهج الذي يكرس الحكم الذاتي ستنتقل لأيدي “حماس ” ، بعد ان تراجعت الأخيرة عن القائمة المشتركة مع فتح وعن إبقاء السلطة بيد فتح ، انقلب عباس على مشروعه ليلغي بذلك الانتخابات بامر من نفس اسياده ، لأن اسياده سيجدون ربما صعوبة بتنفيذ مؤامرة أوسلو وعودة المفاوضات كما يريد بايدن ، والخوف من العودة من جديد في المسار برغم اتفاقات الهدنة بين حماس وإسرائيل ومقايضة الأموال وفتح المعابر بالتهدئة في غلاف غزة المحتل ، أي رغم توفر الموافقة الرسمية “للقيادة الجديدة ” بالممارسة العملية على ما صنعته القيادة القديمة الحالية الجاثمة على صدر شعبنا في الضفة والقطاع . والا ، كيف نفسر انقلاب عباس على مشروعه الانتخابي وتأجيله ، مقابل بيانات “حماس” المتواترة التي تحذر من تأجيل الانتخابات تحت أي ذريعة ، كونها تضمن النتيجة والسلطة في الضفة ايضاً !
باقي الفصائل للأسف وبكل ألم ، وضعت نفسها في مهب ريحي اطراف الانقسام لانها قبلت فعلياً التماهي مع اتفاقات أوسلو الذليلة الامر الذي يتناقض مع شعاراتها وبرامجها – التي تتناقض مع تظللها باتفاقات أوسلو المشؤومة والمرفوضة ، فهل تثأر لاهانتها واهانة كوادرها وشعبها ؟ هل تذعن لشخص مأجور يؤدي دور حارس الاحتلال بالبقاء على سدة الحكم ؟ اوليس حكم الثورة هو المطلوب وليس حكم أوسلو والاحتلال وووو !!!
ان من يستمر من هياكل الفصائل بالمثابرة والتفتيش عن مكان له في بيت أوسلو ولا يفتش عن مكانه في بيت شعبه الذي يثبت كل يوم في القدس والضفة والداخل المحتل عام 1948 مع مق ا و مة غزة ، انه يعرف طريق الحرية والانعتاق من المحتل الصهيوني الممتد من البحر الى النهر ، فمصيره سيكون مثل مصير أبو مازن .
شعبنا أثبت عبر كل القراءات التاريخية انه يمهل ولا يهمل وسوف يخلق القيادات الجديدة المناضلة التي تعلمت من أخطاء من سبقها واحترام تجاربهم الصحيحة التي دفعوا ثمنها بالدم والسجن والتشريد غالياً والتي لم تعد تجديهم نفعاً باقناع شعبهم انهم ما زالوا على الدرب وعلى العهد ، فالخلاص الوطني آت لا محالة عبر ثورة لا تهادن الاحتلال و المتهادنين معه ، الفاشلين الذين يتمسكون ببقائهم على صدر شعبهم .
فالانتخابات والغائها سيان لأن مصدرها نفس السيد ، ورأي الشعب المنتفض الذي أزال سواتر الحديد في باب العامود المقدسي واستبدل علم دولة اليهود بعلم فلسطين في ام الفحم وتجاوز السلك بالص وا ري خ في القطاع المحاصر ، معروف ، هو نفس الرأي والفعل الذي سيزيل سواتر الاحتلال الحديدية من أي مكان عندما يتوفر القرار السياسي للقيادة الوطنية المتجددة حتماً والتي ستخرج كما كل ثورة الشعب الفلسطيني السيزيفية ، من تحت الرماد والاحتلال وعباءة التنسيق الأمني والاندماج السياسي بدولة الكيان … فلم يبق امامكم الا ان تتركوا منظمة أبو مازن وزمرته ، وان تعلنوا تمسككم بالمربع الأول من عام 64 وان تعلنوا انكم انتم منظمة التحرير التي تحظى بأغلبية شعبية منقطعة النظير ، انها فرصتكم وانها مصير شعبكم ، فان لم تفعلوا ذلك ، سينقلب شعبكم عليكم ايضاً كما على سلطة عباس وزمرته والاحتلال !
انها مسألة وقت وتدحرجات موازين القوى وتدرجاتها بالعالم والمنطقة بدأت عندما أوقف الاستعمار على أبواب دمشق العروبة وستستمر …