الاخبار الرئيسيةكلمة الراية

نطنز بين حرب السايبر والتخريب الداخلي!

يشهد الأسبوعين الأخيرين تصعيداً كبيراً بين معسكري روسيا وأمريكا وان بدى الأمر ألا علاقة بين الأشياء على المتتبع العادي، أمريكا تضرب هنا وروسيا ترد هناك. انها عودة بطيئة للحرب الباردة التي كانت بين أمريكا والاتحاد السوفياتي الذي يعود على المستوى الخارجي والدولي بشخص القيصر القومي بوتين.

ان التفجير الداخلي الذي حصل في المفاعل النووي بحسب المخرجات الإيرانية الأخيرة، نطنز حصل بفعل فاعل – خائن إيراني ربما يعمل داخل المفاعل، وهذه ليست المرة الأولى ولا نعتقد انها ستكون الأخيرة. فمجموعة العملاء الايرانيين التي قتلت الرجل الأول في المشروع النووي الايراني هي نفسها التي قامت بتفجير جزء من مفاعل نطنز، وان حاولت ” إسرائيل ” أن تظهر الموضوع على انه حرب سايبريه – الكترونية تعمل من بعيد.

إيران أعلنت في الحالتين انها تلمست خطوط الجهات الداخلية العميلة التي تقوم بهذه الاعمال، لكن تكرار التخريب حتى لو تلقى مساعدة الكترونية، يضيء ضوءاً احمر حيال استمرار المشروع النووي الإيراني الذي يتم تعطيله وإيقاف وتيرة تقدمه إثر كل عملية تخريب كهذه. فحتى لو استطاعت إيران تفعيل المصانع التي ضربت او “عوضت” عن العلماء الذين يقتلون، الا ان الامر يطرح علامات تساؤل كثيرة لدى القيادة الإيرانية التي يجب ان تنظف جسد الدولة بكل مرافقها من هؤلاء العملاء إذا ما ارادت افشال “إسرائيل” ومعسكر عملائها وحلفائها بالمنطقة الذين يعملون بضوء اخضر من سيدتهم امريكا او بدون هذا الضوء كما تقول بعض التحليلات، ونحن نستبعد ذلك تماماً! وهذا يستدعي مزيداً من التعاون والتنسيق والتنجيع المخابراتي والتكنولوجي بين إيران وروسيا والصين.

فنظرية المؤامرة  أو التحليلات الاشتباكية تربط بين زيارة وزير الدفاع الأمريكي لإسرائيل في نفس يوم التفجير في نطنز وعلى وجهين ، الأول ان إسرائيل استبقت الزيارة كي تبلغ أمريكا انها لا تلتزم بالعودة الى الاتفاق النووي الإيراني والثاني ان أمريكا اوعزت بهذه العملية لإسرائيل كضربة تمهيدية لتليين موقف ايران في المفاوضات للعودة للاتفاق النووي ودفعها نحو قبول شروط أمريكا التي طلبتها منها إسرائيل كشروط من شأنها ان تعطل المشروع النووي السلمي  الإيراني  كي لا تتمكن من الوصول الى مرحلة التسلح وإنتاج القنبلة النووية الإيرانية في موازاة إسرائيل ، كي تبقى الأخيرة منفردة بالمنطقة بهذا النوع من السلاح !

هذا الحدث الأعظم في ايران هذا الأسبوع لم يتم وحيداً ، بل لحقه رد إيراني ضعيف بضرب سفينه إسرائيلية في البحر الأحمر ( جزيرة فجار ) ، اعتبر رداً على ضرب إسرائيل لسفينة إيرانية في البحر الأحمر ايضاً قبل أسبوعين  أو ضربة أولى كرد على عملية التخريب في نطنز ، ، كذلك المعلومات المتضاربة حول قصف مركز مخابرات إسرائيلي في شمال العراق راح نتيجته عدداً من ضباط المخابرات الإسرائيليين  نشر البعض ثلاثة أسماء لهؤلاء إضافة الى اعلان ايران رفع مستوى تخصيب الأورانيوم من 20 % الى 60%  وهذا الأهم اذا ما حصل ، الامر الذي جعل بايدن يشير الى خطورة هذه الخطوة وضرورة توقيع الاتفاق النووي مع ايران  لمنعها بالتوافق من الوصول الى القنبلة النووية .

 لقد رافق هذه الاحداث توازن ضربات من نوع آخر للجيش الوطني اليمني الشمالي بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة لمرافق اقتصادية وعسكرية سعودية.

لقد امتد هذا التوازن بين المعسكرين ليصل الى البحر الأسود ووصول بوارج حربية أمريكية الى الحدود البحرية الروسية التي أطلقت سفنها في البحر الأسود لإجراء تدريبات تحذيرية للأمريكان ولتعلن انها لا تسمح بالمس بأمنها القومي لا في القرم ولا في أي مكان من حدودها، بل وادانت الاعتداء على نطنز، كذلك حملت مسؤولية أمريكا من مغبة تراجعها عن الانسحاب من أفغانستان، مدعمة بذلك موقف طالبان!

فلو حاولنا رسم خارطة الحرب الباردة المشتعلة هذا الأسبوع ، بعيداً عن العقوبات الامريكية المفروضة على الصين وسوريا ولبنان وروسيا واليمن والعراق ( اذا ما تمادت مقاومتها ) وغيرها العديد من الدول التي ترفض الإذعان للسلطان الامبريالي الأمريكي ، فإننا نجدها بشكل عام تغطي كل العالم ، ومشتعلة من بحر العرب والخليج الفارسي والبحر الأحمر  والبحر الأبيض المتوسط وصولاً الى البحر الأسود ، معرجة على أفغانستان … فنحن العرب والمسلمين  ما زلنا عنوان العدوان الامبريالي الاحتلالي النهبي المباشر  ، وان جاء بايدن ليعلن ان روسيا والصين هما العدو الأول تراتبياً  .

 فهل ينقلع عنا الأمريكي او سيعزز تواجده عندنا وفي منطقتنا سوية مع كيانه الصهيوني المدلل وباقي عملائه العرب والمسلمين، ضد إيران وسوريا واليمن وفلسطين ولبنان المقاومة تحديداً، الذين سطروا انتصارات صمود كبيرة على طريق التحرر والانعتاق الكامل من الاستعمار وعملائه …

اننا قطعاً نعيش الحرب الباردة بدرجة حرارة باردة من طرف روسيا والصين وإيران وهم يعرفون لماذا! السؤال الى متى؟ وماذا ستفضي لنا الأيام والاسابيع القادمة ؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى