من ذاكرة النكبة

قرية عرب المفجر المهجرة

قرية عرب المفجر كانت تقع عند مصب وادي المفجر في البحر الأبيض المتوسط في المكان الذي بُنيت فيه محطة توليد الكهرباء في الخضيرة. على تلة يبلغ أرتفاعها 25 مترًا عن سطح البحر. كان يحدها من الشرق عرب الضمايرة وعرب البرة ومن الجنوب عرب الفقرا ومن الشمال قيسارية، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط، وهي تابعة لقضاء حيفا وتبعد عنها مسافة 41 كم إلى الجنوب، بجوار مدينة الخضيرة. التربة حمراء اللون تصلح للزراعة رغم أن الرمال غطتها.

 سميت القرية بهذا الاسم لكثرة الينابيع المتفجرة في الوادي المسمى بوداي المفجر وهو الذي يُسمى اليوم وادي الخضيرة. وعرب المفجر بدو استقروا في المكان وبنوا بيوتًا من الطين والصفيح وتخلوا عن بيوت الشعر والرحيل والترحال.

من عائلاتها عائلة القيسي وهي أكبر عائلة وأصلها من الخليل، وجاءت إلى القرية في العهد العثماني من قرية الصفصافة وعرب حديدون، وعائلة أبو سعدية، وعائلة أبو سالم. اعتمد هؤلاء في معيشتهم على الزراعة وصيد الأسماك والعمل في مستعمرة الخضيرة القريبة. يقدر عدد سكانها قبل عام 1948 ب 50 شخصًا، لكن هذا العدد ارتقع بعد قدوم عدد من اللاجئين من عرب الفقرا وعرب الضمايرة وبرة قيسارية.

منذ عام 1956 قامت سلطان الاحتلال الصهيوني، بالتضييق على السكان بقصد ترحيلهم رغم أن بلدتهم ضُمّت إلى مدينة الخضيرة ودفعوا جميع ضرائبهم للبلدية. في البداية قامت شركة “مقوروت” بحفر بئر ارتوازية ما أدى إلى نضوب المياه في عين العسل الرئيسية الوجودة في القرية، بعدها قام أصحاب المصانع بضخ المياه العادمة النتنة إلى وادي المفجر ما أدى إلى تلوث المياه. كما شطرت القرية عام 1967 إلى نصفين عند شق طريق الساحل الموصلة بين تل أبيب وحيفا.

حتى سنة 1973 كانت بها مدرسة ابتدائية يديرها الأستاذ محمد ابراهيم حسن يحيى من كفر قرع، لكنها أغلقت وهدمت بأمر من الاحتلال، فصار الطلاب الذين بلغ عددهم 168 تلميذًا يسافرون يوميًا إلى مدارس في باقة وكفر قرع وعارة وعرعرة.

عملت سلطات الاحتلال بشتى الوسائل على تهجير السكان من القرية، وخلال ذلك أقامت ضدهم الدعاوى القضائية في المحاكم، وقد نجحت في استصدار أحكام بسجن كل من يرفض الجلاء. من بين المعتقلين كان علي قاسم القيسي الذي رفض التوقيع على إخلاء القرية. بعد أن أرغم السكان على الهجرة توزعوا بين الخضيرة وباقة الغربية وكفر قرع والطيبة.

غادر آخر السكان القرية عام 1978، فهدمت وأقيم متنزه جميل وانقطعت المياة العادمة وصار المكان بهجة تسر الناظرين!.

من الجدير ذكره أنه بعد تهجير قرية المفجر بقيت قرية جسر الزرقاء القرية العربية الوحيدة على الساحل الفلسطيني.

ووادي المفجر يبدأ جريانه من شمال غرب جبال نابلس عند قرية دير الغصون ويمر بين باقة وجت ويسمى هناك بوادي أبو نار، وعند المصب وادي المفجر . سمي الوادي بالمفجر لوجود ينابيع فجر فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى