في ذكرى الخامس عشر من ايار- النكبة والانتفاضة وصواريخ الانتصار
طارق أبو بسام
في مثل هذا اليوم من كل عام يقوم شعبنا الفلسطيني في كل مكان في داخل الوطن وخارجه باحياء ذكرى النكبة والتي يمر عليها الان اكثر من ٧٣ عاما
نعم ٧٣ عاما من التشرد والعذاب
٧٣ عاما من التهجير ومصادرة الأراضي
٧٣ عاما من بناء وتوسيع المستوطنات
٧٣ عاما من الاعتقالات وهدم البيوت
٧٣ عاما من التآمر على الشعب الفلسطيني بعد احتلال ارضه وطردها منها وكثر من ١٠٠ عام على وعد بلفور وتشتد المؤامرة الآن من خلال وعد ترامب وصفقة القرن ومن خلال قرارات الضم والتطبيع وانتقال عدد من الدول العربية لتكون في الصف الصهيوني الأمريكي ومن خلال الحرب على محور المقاومة في فلسطين واليمن وسوريا وإيران ولبنان وفشل مؤامراتهم حيث يسجل محور المقاومة في كل يوم انتصار جديد ويرسم خرائط المنطقة بدماء أبنائه وتضحياتهم.
نعم لقد فشلت مخططات العدو ورغم قساوتها وصعوبة الظروف الا انها لم تستطع النيل من المقاومة وفشل العدو الصهيون فشلا ذريعا في القضاء على المقاومة وتصفيتها.
ان مايميز احياء هذه الذكرى لهذا العام، هي هبة القدس وانتفاضة شعبنا في كل الأراضي الفلسطينية، ودخول صواريخ المقاومة المعركة الى جانب شعبنا ودفاعا عن القدس التي جاءت لتؤكد ان قضيتنا واحدة وشعبنا واحد وارضنا واحدة وخيارنا واحد، المقاومة والتحرير…
ان مايجري اليوم يؤسس لمرحلة جديدة يقول فيها الشعب الفلسطيني لكل العالم، رغم النكبة والمؤمرات، شعبنا لم ولن يستسلم وسيظل يقاوم حتى تحقيق اهدافه في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وتحرير كل فلسطين ويوجه من خلال ذلك ايضاً رسالة واضحة للجميع، يقول فيها ان فلسطين عربية وستبقى عربية، وان القدس عربية وستبقى عربية وعاصمة موحدة ابدية لدولة فلسطين. وان الاحتلال لن يدوم والكيان الصهيوني في طريقه الى الزوال
ان شعبنا اليوم يقول لدول الكيان وامريكا ومن معهم ..تستطيعون تدمير البيوت وقتل المدنيين ونشر عصابات القتل في كل مكان مدججة بالسلاح ومدعومة من الجيش ضد الشعب الاعزل، ولكنكم لاتستطيعون قتل وتدمير ارادة شعبنا في المقاومة من اجل حريته واستقلاله.
رغبت ان أبدأ بهذه المقدمة التي فرضتها انتفاضة شعبنا الجبارة، وساكتب عن هذا الموضوع لاحقا كما كتبت عنه سابقا.
وأعود الآن للكتابة عن النكبة والدروس المستخلصة منها.
في مثل هذه الايام وقبل ٧٣ عاما قامت العصابات الصهيونية وبتغطية كاملة من بريطانيا والدول الكبرى في تنفيذ ابشع جريمة يشهدها التاريخ حيث قامت باغتصاب الأراضي الفلسطينية واقتلعت اهلها وشردتهم في مختلف بقاع العالم وارتكاب المجازر الوحشية بحقهم وسط تأمر وصمت عربي وعالمي…
تطل علينا الذكرى وشعبنا الفلسطيني يتعرض لابشع واخطر مؤامرات التصفية بحق قضيته، ويجتاز مرحلة عصيبة من تاريخه، حيث يواجه صفقه القرن بكل ما تتضمنه من رفض ومحاولات شطب حق العودة، رفض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، الاستيلاء وضم اراضي الاغوار وغيرها من الأراضي الفلسطينية، الاعتراف بيهودية دولة الكيان الغاصب، مع كل ما يترتب على ذلك من طرد الفلسطينين من اراضيهم في المناطق المحتلة منذ عام 1948 وغيرها من الأراضي الفلسطينية، شرعنة المستوطنات عكس ماتنص عليه القوانين الدولية.
اعطاء بعض الأراضي للفلسطينين، متقطعة الاوصال لاقامة دولتهم، لكنها دولة منزوعة السلاح والسيادة تسيطر دولة الاحتلال على معابرها برا وبحرا وجوا، لا جيش لها واذا لزم الامر تطلب من الجيش الصهيوني الدفاع عنها مقابل اجر تدفعه لهم. دوله تتحكم دولة العدو بثرواتها في البر والبحر، الى جانب الكثير من النقاط الاخرى التي تجعل من مشروعهم كيان ما متقطع الأوصال لا سيادة له على شيء، لا على الأرض ولا السماء ولا على سكانها.
كما تطل علينا هذه الذكرى والشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير يشهد أسوأ انقسام في تاريخه، هذا الانقسام الذي تتحمل مسؤوليته بالدرجة الأولى حركتيّ فتح وحماس. هذا الانقسام الذى ادى إلى تراجع دور الثورة، وللأسف لم تنجح في معالجته كافة المحاولات والحوارات التي جرت طوال الاعوام الماضية. وكما تطل علينا هذه الذكرى المشؤومة والوضع العربي في تراجع مخيف من خلال الانقسام الحاصل، والمؤامرات التي تعرضت لها المنطقة تحت مايسمى الربيع العربي، وذهاب العديد من الدول العربية للتطبيع مع دولة الاحتلال رسميا ومن قبل بعض الإعلاميين والمسؤولين العرب، حيث اصبحت عملية التطبيع مسألة عادية لدى الكثيرين وبات البعض يُنظّرلها.
والانكى من ذلك مقولات البعض ان الفلسطينيين باعوا اراضيهم ولم يدافعوا عنها، في عملية تشويه مقززة، واضح أنها بتنسيق وتخطيط من قبل العدو الصهيوأميركي. وهنا لابد من القول إن حقائق التاريخ تؤكد انهم دافعوا عن كل شبر من ارضهم بامكانياتهم المتواضعة، وسقط منهم الشهداء والجرحى ومن ضمنهم القادة الكبار وفي مقدمتهم الشهيد البطل عبدالقادر الحسيني. كما وتصدوا لعمليات القتل والمذابح الجماعية والتطهير العرقى، وما مجزرة دير ياسين، والعشىرات غيرها، إلا أمثلة على حجم الهجمة الصهيونية.
وتؤكد حقائق التاريخ كيف تخلي القادة العرب عن دعم الفلسطينين وتآمروا عليهم، ولا زال البعض ممن عاشوا تلك الفترة يذكرون عبارة (ماكو اوامر من العراق)، والاسلحة الفاسدة من مصر وغيرها، دون ان يلغي ذلك ان بعض الجنود العرب قاتلوا ببسالة على مسؤوليتهم الخاصة وبعيدا عن اوامر قادتهم، ولازالت الأراضي الفلسطينية تحتض جثامين العشرات واكثر من الجنود والضباط الشرفاء اللذين امتزجت دماءهم مع الدم الفلسطيني وروت تراب فلسطين. وهنا لابد من التذكير برسالة القائد الحسيني للزعما ءالعرب التي قال فيها “جئتكم اطلب سلاحا ادافع به عن فلسطين واما وقد خذلتموني فابلغكم اننا لن نرمي السلاح حتى النصر او الشهادة انا ذاهب الى القسطل ولن اسال احد منكم ان يرافقني لانني اعرف حقيقة مواقفكم ولكني احذركم ان التاريخ سيكتب عنكم انكم بعتم فلسطين وخذلتم الامه”.
سؤال برسم الخونة والمطبعين هل هو الشعب الفلسطيني الذي باع ارضه ام الزعماء العرب اللذين حمّلهم عبدالقادر الحسيني وفي اجتماع معهم مسؤولية ذلك عندما رفضوا تزويده بالسلاح.
هذه الصورة القاتمة، التي وسمت القضية طوال سنوات، تأتي هذه الأيام المباركة التي نعيشها، والتي بدأت المقالة بها، لتنعش أمل التحرير والعودة، لقد وحّد شعبنا نفسه في الميدان، ليثبت من جديد أنه شعب واحد ذو قضية واحدة، وسيفرض الوحدة المنشودة على الفصائل…
بعد ذلك اود، ومن وحي مناسبة النكبة، ان اشير إلى بعض الإحصائيات التي ارى ان من المفيد معرفتها:
عشية اغتصاب فلسطين كانت ممتلكات الفلسطينين من مجمل الأراضي الفلسطينية تفوق 93% وان الصهاينة لم يملكوا سوى اقل من 7 %.
تم تهجير وطرد اكثر من 750000 وفي بعض الوثائق يصل الرقم الى 800000 من سكان البلد الاصليين من خلال اجبارهم على ذلك عبر ممارسة القوة والارهاب وارتكاب المجازر بحقهم، العدد الإجمالي للفلسطينين فى ذاك الوقت كان 1400000.
كان الفلسطينيون يقيمون في اكثر من 1300 مدينة وقرية في فلسطين التاريخية سيطر الاحتلال على 774 منها وتم تدمير أكثر من 531 منها تدميرا كاملا.
قامت العصابات الصهيونية باكثر من 70 مجزرة.
وفقا لإحصائيات نهاية عام 2018 الصادرة عن مركز الاحصاء الفلسطيني فان نسبة اليهود لعدد السكان في فلسطين التاريخية 51 % ويسيطرون على 85 % من مساحة الارض، وتشير احصائيات نهاية العام 2020 إلى أن نسبة الفلسطينيين إلى اليهود قد ارتفعت إلى ما يزيد قليلاً عن 51%، لكن مع ارتفاع سيطرة اليهود على الأراضي، جراء سياسات المصادرة والقضم، ارتفعت إلى 90%.
نسبة اللاجئين الفلسطينيين من العدد الإجمالي للفلسطينين اكثىر من 45 % مايقارب ال 6 مليون، اغلبيتهم تقيم في الاردن وسوريا ولبنان.
عدد اللاجئين الان اكثر من 6020000 ستة ملايين وعشرين الفا.
يقدر عدد الفلسطينيين اللذين لم يغادروا الأراضي التي سيطر عليها الاحتلال واقام دولته فيها بحدود ال 154000 اما الان فيبلغ عددهم اكثر من 1600000 .
في عام 1918 كانت نسبة السكان اليهود الى ااسكان الاصليين تساوي 8% وكانت ممتلكاتهم من الاراضي الفلسطينية لا تتجاوز ال 240000 دونم، وفي عام 1948 وصلت إلى 31% من عدد السكان.
حتى نهاية عام 2018 عدد الشهداء يفوق ال 100000 شهيد.
الاسرى حتى نهاية عام 2019 (5700) اسير منهم 250 طفل 47 امرأة، علماً أنه دخل سجون الاحتلال منذ عام 1967 وحتى اليوم ما يزيد عن مليون فلسطيني، أي لا توجد عائلة لم يتم سجن أحد أفرادها.
بعد ذلك لابد من تناول الدروس المستخلصة من التجربة منذ النكبة وحتى الان:
الدرس الاول
لاتعايش مع الكيان الصهيوني الغاصب. لقد اثبتت الوقائع طوال السنوات الماضية ان هذا الكيان يمارس الاحتلال والتمييز العنصري، الى جانب سياسة الطرد والقتل وزج المواطنين في السجون، ويتمرد على قرارات الشرعية الدولية، ويقوم بالتوسع وبناء المستوطنات، ويصادر كافة حقوق الشعب الفلسطيني. ان الحديث عن إمكانية التعايش مع هذا العدو يعد ضربا من الخيال وسيرا وراء الاوهام. أي صراعنا مع العدو هو صراع وجود وليس صراع على الحدود.
ان مقال سريع كهذا، لا يتسع لسرد مئات الوقائع والأحداث التي تثبت ذلك.
الدرس الثاني
ضرورة تحديد معسكر الأصدقاء والاعداء بكل وضوح، وبعيدا عن الضبابية، لان الوقوع في خطأ عدم القيام بذلك له نتائجه الوخيمة، وهذا ماحصل في كيفية التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية والأنظمة الرجعية العربية واعتبارها صديقا، وقد ثبت خطأ وفشل هذا الرهان.
الدرس الثالث
اهمية وضوح الفكر السياسي الناظم لنضالنا، هذا الفكر والنهج الذي يتمسك بالثوابت ولاينتهكها تحت شعار ممارسة التكتيك. ان الخطر الاكبر هو ان تنتهك الاستراتيجية باسم التكتيك، والتنازل عن الثوابت الوطنية باسم المرونة مما يؤدي للتراجع وحصد الفشل.
الدرس الرابع
ضرورة المزج بين اشكال النضال السلمية والمسلحة، التفاوض والمقاومة، وعدم وضع احداها في مواجه الاخرى، فكيف يمكن اعتماد نهج المفاوضات ثم المفاوضات ولاطريق غير المفاوضات واسقاط خيار المقاومة، وهنا نؤكد انه لم تنتصر اية ثورة في العالم دون اتباع كافة اشكال النضال، ولنا في الثورتين الجزائرية والفيتنامية خير دليل على ذلك، حيث عقدت اهم جلسات المفاوضات في ظل وقوع اعنف واشرس المعارك مع الاعداء. ومرة أخرى هاهي انتفاضة فلسطين الآن تثبت ذلك للمرة المليون. قدمت لنا درساً ميدانياً حول تزاوج وتكامل أشكال النضال السلمية والمسلحة. فمن غزة العزة تنطلق الصواريخ، وشعبنا الموحد يقاوم المخرز ويكسره على كال أراضي فلسطين التاريخية.
الدرس الخامس
ضرورة العمل الدائم على تغيير موازين القوى للوصول إلى الانتصار، فما يفرض الانتصار هو منطق القوة وليس قوة المنطق وما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة. وهاهي تجربة المقاومة اللبنانية تثبت ذلك بعد ان حررت الارض بقوة السلاح ودون مساومة او تنازلات وبعد الرفض المستمر من قبل العدو تطبيق قرارات الشرعية الدولية.
الدرس السادس
ثبت بالملموس ان اعتماد خيار المقاومة له ثمن كبير لكن هذا الثمن اقل بكثير من الثمن الذي ندفعه من خلال اعتماد خيار المساومة، وتجربة الثورة الفلسطينية بعد اتفاقيات اوسلو خير دليل على ذلك.
الدرس السابع
اهمية التزاوج بين القطري والقومي، فلو اجتمع العرب جميعا لايمكنهم تحرير فلسطين دون الدور الفلسطيني الذي يجب ان يشكل القاطرة التي تقود الامة نحو التحرير. وفي نفس الوقت لو تم حشد كافة الفلسطينين ووضعهم في جبهات القتال ودون عمق ودعم عربي لايمكن ان تتم عمليةالتحرير.
ان محاولات فك الارتباط بين القضية الفلسطينية وبعدها العربي، عن وعي او بدونه، يقود للتراجع والاحباط وصولا للهزيمة وهنا تكمن الاهمية القصوى في وضع القضية في مسارها الصحيح من خلال تلاحمها مع بعدها العربي.
فلا يجوز تحت ما يسمي بالقرار الفلسطيني المستقل اخراج القضية من بعدها العربي، كما انه لايجوز وتحت نفس الشعار ابتعاد البعض العربي عن قضية فلسطين وتخليهم عن واجبهم نحوها.
ان الترابط بين البعدين الفلسطيني والعربي والتماسك والتلاحم بينهما يعتبر من اهم دروس المرحلة السابقة ولم يعد مسموحا ان تبقى العلاقات الفلسطينية العربية اسيرة أي مفاهيم خاطئة.
وهنا نشير إلى اهمية تعزيز التلاحم والتعاون مع كافة القوي والاحزاب والمنظمات والجمعيات والشخصيات الوطنية العربية
الدرس الثامن
اهمية مراجعة نهج السلطة بعد اوسلو، وبشكل خاص نهج المفاوضات وعملية التطبيع مع العدو، الأمر الذي اضعف الموقف الفلسطيني وفتح الباب امام الكثيرين من المسلمين والعرب ودول العالم لاقامة العلاقات والتطبيع مع الكيان الصهيوني متخذين من هذا الموقف ذريعة لهم، تحت عنوان لماذا لايجوز لنا مايجوز لكم. ولن نكون ملكيين اكثر من الملك، وفلسطينيين اكثر من الفلسطينيين أنفسهم.
الدرس التاسع
الوحدة الوطنية ان الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية يسجل كونه من اكبر المصائب التي حلت على الشعب الفلسطيني ودفعت قضيته للتراجع فلسطينيا وعربيا ودوليا، وآن الآوان لكي نغادر مربع الانقسام والعودة للوحدة على قاعدة التمسك بالثوابت الوطنية وبرنامج الاجماع الوطني والخروج فورا من اتفاقيات أوسلو ومانتج عنها من كوارث.
وهنا نؤكد انه لامجال لحماية القضية والتقدم وتحقيق الانتصار دون برنامج سياسي واضح وقيادة تلتزم بالثوابت الوطنية بالأعمال وليس بالاقوال ومن خلال اعادة ترتيب البيت الفلسطيني واعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها الوطني واقامة وحدة وطنية تضم الجميع دون استثناء فالوحدة هي طريق الانتصار. وكما ذكرت قبل أسطر من الآن، هاهو شعبنا الأبيّ يتوحد ميدانياً ونضاليا على كامل التراب الفلسطيني، ممزقاً حدود أوسلو الوهمية، وواضعا أصبعه على الجرح، والأهم واضعاً طرفيّ الانقاسم، فتح وحماس، أمام مسؤولياتهما الوطنية.
الدرس العاشر…
اعادة نسج العلاقات مع القوي التقدمية والمحبة للسلام والمدافعة عن حرية الشعوب واستقلالها، ومع الدول التقدمية والصديقة والخروج من الارتهان للعلاق مع امريكا واتباعها، وتطوير العلاقات مع منظمات حركة المقاطعة BDS لما تلعبه من دور كبير في مواجهة دولة الاحتلال الصهيوني.
الدرس الحادي عشر
ضرورة أن تكون القيادة الفلسطينية متمسكة بالثوابت الوطنية ونهج المقاومة، قيادة تغّلب المصلحة العامة على المصلحة الذاتية، قيادة تلتصق بالجماهير وتقدم لها نموذجا في وضوح الرؤيا والتضحية والممارسة. قيادة تتميز بصلابة المباديء ولاتقدم التنازلات، قيادة تلتزم بممارسة الفعل ولاتكتفى بالاقوال، قيادة يسبق فعلها قولها، قيادة تعيش وسط الجماهير تعالج مشاكلها ولا تبتعد عنها، قيادة تتقدم الشعب في تقديم التضحيات ولا تعيش حياة الترف والرفاه.
لاشك ان هناك الكثير من الدروس الاخرى لا يتسع لها هذا المقال.
وفي النهاية المطلوب اليوم وقبل الغد من القيادة الفلسطينية وقيادة الفصائل والشخصيات الوطنية الفلسطينية ان تلتقي وتصوغ استراتيجية جديدة، وتخرج من أوسلو وملحقاتها وتعيد الاعتبار لخيار المقاومة وتجسد البعد العربي للقضية وتعيد تنظيم علاقاتها مع الدول والاحزاب والمنظمات بشكل جديد وبما يخدم قضيتنا العادلة.
بعدما فكرت طويلا بماذا أختتم ما كتبت في هذه المناسبة مناسبة 15 ايار يوم النكبة، لم اجد افضل من إعادة التأكيد على
فلسطين لنا من نهرها لبحرها وستعود حرة عربية