عن ” الإعلام العبري” والتهافت المَرَضيّ عليه، مرة أخرى!
كتبه- سليم سلامة

كعادتهم القميئة، “يستيقظ” الصحفيون والمحللون الإسرائيليون، في غالبيتهم الساحقة، بعد انقشاع الغبار وخفوت الهيجان الغرائزيّ فيستجمعون شجاعة مزعومة، مزيفة، ويشرعون في طرح الأسئلة، الجوهرية والحادة.
وهي أسئلة كان ينبغي (عليهم) طرحُها قبل أن يهدأ “دويّ المدافع”! ومجرد عدم طرحها في وقتها يشكل خيانة مهنية ـ أخلاقية مُضاعَفة تُسقط عن هؤلاء شرعيةً، بدونها لا يستحقون قراءة ما يكتبون أو الإصغاء إلى ما يقولون!
هكذا هم في كل “عملية”… لا يكتفون بعدم التزام الصمت ـ إخراس الأقلام (الذي يشكل، في حد ذاته، خيانة مهنية وأخلاقية!)، بل يحشرون أنفسهم، طوعياً وإرادياً، في قوقعة “الإجماع” يلوكون ما يُملى عليهم من “بيانات” رسمية ويجترّون أساطير البطولات السفيهة! وهذه هي الخيانة المُضاعفة.
هكذا تراهم يتصرفون الآن أيضا، منذ “تحييد”(!!) نشأت ملحم. ليس ثمة ما يدفعهم/يضطرهم إلى التخلي عن منهجهم هذا. ولنا، نحن، في هذا حصة كبيرة. ثمة حقيقة مستفادة لا جدال فيها، هي: طالما بقينا نتهافت على هذا “الإعلام” تهافتَ الجائع الذي يعثر على عَظـْمة، فلن يكون لديه أو لدى أي من العاملين فيه أي دافع / سبب لإحداث أي تغيير في منهجية “تعامله” معنا.
نتهافتُ على هذا “الإعلام”، نستجديه، نتجمّل أمامه ونتملق حتى “يتكرّم” علينا ببضع دقائق أو بضعة إنْشات، لا أثر لها ولا تأثير، البتّة، في “مخاطبة الرأي العام الإسرائيلي”، وإنما (وهذا هو هاجس المتهافتين الحقيقي!!) نستخدمها “رافعة” لإثبات “الأهمية” و”التميز” ولاكتساب “شرعية” و”نجومية”، بين جمهورنا نحن!!
هذا هو الحال الذي نواصل الاستنقاع فيه “بفضل” بعض (غير قليل!) من الانتهازيين والنفعيين الذين أوصلت ممارستهم هذه “محللا كبيرا” مثل رون بن يشاي إلى حدّ “التساؤل” (في موقع “واي نت”،): هل تؤشر هذه التنديدات والاستنكارات التي صدرت عن قيادات عديدة ومواطنين كثيرين من الوسط العربي ـ الاستثنائية في حدتها وفي شموليتها ـ (هل تؤشر) على تغيير حقيقي، نتيجة حساب للذات، في تعامل الأقلية العربية في إسرائيل تجاه الوسط اليهودي؟؟
هل تفهمون؟؟ نحن (الأقلية) المُطالَبون بإجراء “حساب للذات” وبتغيير التعامل مع “الوسط اليهودي”!! … فماذا أنجزتم، إذن، في تهافتكم المَرَضيّ وتدافشكم الذليل على “الإعلام العبري”؟؟