من ذاكرة النكبة

عندما قصفت الهاغاناة الفلسطينيين في حيفا !

عندما قصفت عصابات الهاغاناه الصهيونية الأحياء العربية في حيفا بقذائف الهاون بعد سلسلة مجازر نفذتها بتلك الحقبة

ارتكبت عصابة الهاغاناه الصهيونية في العشرين من شهر فبراير/شباط من العام 1948 مجزرة مروعة بحق العرب الفلسطينيين في مدينة حيفا الساحلية في الشمال، بعد أن أطلقت على أحيائهم قذائف “المورتر أو”، التي تعرف اليوم بقذائف “الهاون”.

وكانت الهاغاناه قد ارتكبت قبل ذلك بأسابيع مجزرة تعرف بمجزرة “شارع عباس” بعد أن دحرجت برميلا مليئا بالمتفجرات من أحد المنحدرات أدى لانفجار كبير في حي الهادار ما اسفر عن استشهاد 20 مدنيا من الفلسطينيين الحيفاويين بعد هدم بيوتهم.

وتوالت المناوشات بين الطرفين إلى أن وصلت ذروتها باستشهاد قائد الفيلق الأردني محمد بن حمد الحنيطي في كمين نصبته العصابات الصهيونية لقافلة كان يقودها وهي محملة بـ15 طنا من المتفجرات والأسلحة.

وكان لسقوط مدينة حيفا في إبريل/ نيسان، من ذات العام المشؤوم في يد القوات الإسرائيلية تأثير كبير على معنويات العرب، ودفع هذا الأمر أن هاجم الإسرائيليون باستمرار القرى الفلسطينية وتهجير أهلها منها وتوطين اليهود مكانهم حسب قرار التقسيم آنذاك.

وعرفت كل من يافا وحيفا كيف تعيش فترتين متناقضتين ومختلفتين وأن تنتقل الواحدة مع الأخرى من مرحلة الاتراك إلى مرحلة الانجليز، سائرتين في طريق التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

عام1948، ليس النهاية، عام النكبة ليس نهاية المشروع الصهيوني، كما أنه ليس بدايته. إنه مرحلة في مسلسل طويل لتصفية الشعب الفلسطيني وتحويله إلى مشرد في أوطان أخرى غير وطنه الأصلي وذلك من أجل بناء مشروع صهيوني استعماري شريك في مشروع استعماري أوسع قادته بريطانيا وتقوده الآن الولايات المتحدة. والحلقات المستمرة للمشروع متمثلة في تنفيذ فقرات من التطهير العرقي الفعلي بواسطة مصادرات الأراضي الفلسطينية، وبناء الجدار الفاصل، وتهميش اللغة العربية وتحويلها إلى لغة مُعيبة لدى أهلها وأصحابها، وهي لغة مقدسة يتوجب علينا الحفاظ عليها.

وبالرغم من مواصلة المشروع الصهيوني، لتصفية الهوية الفلسطينية، في حيفا ويافا وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية إلا أن البقية الباقية من الشعب الفلسطيني تحاول الحفاظ على موروثها التاريخي والتراثي والحضاري من خلال هيئات وطنية تسعى إلى بناء مجتمع متماسك ومتعاضد ومحافظ على ذاته، ومن خلال تعميق المعرفة بتاريخ شعبنا وقضيته والتعرف على حضارته ومساهماته التاريخية في بناء الإنسانية.

تأسست عصابة الهاغاناه الصهيونية في العام 1921 في مدينة القدس وهي تكتّل عسكري في الانتداب البريطاني على فلسطين في الفترة السّابقة لإعلان دولة إسرائيل.كان الهدف المعلن من تأسيسها الدفاع عن أرواح وممتلكات المستوطنات اليهودية في فلسطين خارج نطاق الانتداب البريطاني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى