الاخبار الرئيسيةمقالات

رمضان: هدية السوق بغلاف الإبراهيمية لإيران… ليسمع العروبيين

عادل سمارة

أولاً: حرب متواصلة لا عدوان

إن كنت لا تعرف ولا تحب أن تعرف ماذا تريد الرأسمالية الغربية ومعها الصهيونية وفي خدمتهما معظم الحكام العرب، فابحث لنفسك عن راس أخرى فأنت كمن يرقص عاريا ويعتقد أنه يتدثر بعشرات أذرع القماش.

أو قل لي: متى لم يكن الغرب الرأسمالي في حرب عالمية واليوم معولمة؟

أين المكان الذي لم يتم غزوه وقهره؟

بل هم اليوم في ضيق بحثاً عن بديل يستوعب فائض إنتاجهم الذي أعاقته “كورونا” مؤقتاً.

قيل سابقا حرب باردة، ولم يكن ذلك دقيقاً إلا بقدر ما تمكن السوفييت من تقييد نسبي لغزواتهم لبلدان المحيط. وما ان تفككت الكتلة الشرقية حتى عادت حربا ساخنة…ولكن!

ضد الوطن العربي لم تتوقف لا هذه (الحرب الساخنة) ولا تلك (الحرب الباردة) ولن تتوقفا وحتى العدوان الغربي ضد إيران هو ايضا واساسا ضد العرب وخاصة حماية للكيان فنحن نواجه موقفا واحدا موحدا وحاقدا وكارها. فمجرد وجود الكيان الصهيوني هو حرب دائمة كيان من الأجراء والعبيد للغرب الرأسمالي بدرجة اعلى من عبودية حكامنا وطبقات “الكمبرادور” العربية والإيرانية والإسلامية عموماً. ومن يغمض عينيه عن ذلك، فهو مقاتل في الصف الآخر تماماً لأن ما يحصل يراه أعمى البصيرة والبصر.

مطلوب من إيران ما يلي:

•      أن تعود “للشاهنشاهية” لخدمة الكيان والإمبريالية وتتحالف مع تركيا التي تخصصت ضد كل العرب وتُمالي إيران في تقسيم العمل العدواني الإمبريالي. إيران وجود تاريخي وطبيعي وتركيا وجود مركَّب تجميعي كالكيان الصهيوني.

•      أن لا تصل إيران إلى تكنولوجيا متقدمة، حتى بدون النووي، كي لا تكن لها حصة في السوق وكي تبقى سوقاً لراس المال الغربي. هنا عليك أن تعرف ماذا يعني قرار الغرب احتجاز التطور على صعيد بقية العالم.

•      أن لا تتجه إيران شرقاً وتحديدا إلى الصين.

•      أن تخرج من محور المقاومة

•      أن تقبل بدعاية تهديد الخليج كي يستر حكامه خدمتهم المطلقة للغرب وعدوانهم على الشعب.

أليست هذه كافية لمحاولة محو إيران!

ثانياً: من حيث الإيديولوجيا: راجت بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي دعاية وإعلام “انتهاء عصر الإيديولوجيا” وما تسمى الأنظمة الشمولية. والتهم ذلك “الكمبرادور” الثقافي وخاصة العربي سواء بجهل أو دونية أو عمالة.

لكن ما حصل هو تأكيد الإيديولوجيا المتوحشة أي السوق/راس المال والدين السياسي. وهل هناك شمولية أوسع. ما تمت هزيمته هي إيديولوجيا الإنسانية لصالح الوحشية، وإلا ما معنى حرق العراق وسوريا وليبيا واليمن وأفغانستان بشكل مشترك من الإمبريالية والنفط والكيان وتركيا ومجاميع الإرهابيين.  ما الذي يجمع “المجنا كرتا”، وشعارات ثورة فرنسا، وتمثال الحرية في نيويورك وساطور بن سلمان، وذابحي الأرمن ومحتلي فلسطين؟

ثالثاً: من حيث التوقيت: عشية بدء شهر رمضان المبارك ليقول لكل المسلمين/المؤمنين وخاصة العرب لأنهم هم الإسلام الفعلي، نحن نضربكم في أعلى حالاتكم الروحية. وهذا بالطبع لتعميق الإهانة وإرهاب المتهالكين روحيا ومعنوياً. ولنتذكر معاً، ألم يتم تجميع معظم الحكام العرب في مدريد 1991 بعد تدمير العراق في قاعة بها إسباني يقطع راس عربي؟ ولم يجرؤ أحداً على الاحتجاج. ألم يتم إعدام صدام حسين عشية عيد الأضحى؟ ألم تتم تسمية خط نفط “ناباكو” في ثأر من نبوخذ نصَّر…الخ. كل شيء عند قيادة وعقل الثورة المضادة بحساب.

رابعاً الإبراهيمية: هل غير الإبراهيمية هي الغطاء الديني /الطربوش لرأس العدوان الرأسمالي، عدوان لإيديولوجيا السوق ضد إيران. كل من شارك في تخليق هذا المخلوق العجيب “الإبراهيمية” له دور في العدوان. هذه “أفضل “صيغة دينية للعدوان ضد من ليس في معسكر الثورة المضادة. إيران هنا خارج هذا الإجماع، أي يُعتبر إسلامها   مزيفا، زراردشتيا لا وهابيا ولا تلموديا. لكن اين المشكلة من الإبراهيمي:

•      هي في الغرب والكيان مجرد يافطة طقوسية ينفخها الإعلام، ويُخرجها بايدن من مؤخرته في الليل، أوسع أو أضيق من خاتمة ترامب، لا مشكلة.

•      وفي الوطن العربي والعالم الإسلامي حرب واقتتال حتى يفنوا جميعا.

خامساً: تغيروا كي لا تفنَوا: ليس تاريخ القرون الوسطى والحربين الإمبرياليتين الغربيتين الرأسماليتين ببعيد.  ولم يعرف التاريخ ذبحا وتذابحا أشنع مما حصل في هذه الحروب، وجميعها بين الغربيين وخاصة الأوروبيين. ولم يُذبح اليهود سوى في الغرب وخاصة ألمانيا، ولم يصمت عن ذبح الأرمن أكثر مما صمت الغرب. ومع ذلك:

•      المانيا تسلح الكيان بغواصات تحمل رؤوسا نووية، وطبعا ليست لصرب رام الله، ودفعت “دِية حتى عام 2010 أكثر من 85 مليار دولار)

•      كل الغر من السويد وحتى كندا والكيان و”الكمبرادور” العرب دوماً في معزوفة واحدة في انسجام تام!

•      لأنهم يعرفون معنى المصالح وتفوقها على الدماء.

بينما:

•      بقي الاتحاد السوفييتي والصين على عداء حتى سقط نظاميهما

•      يذبح السني والشيعي بعضهما يوميا

•      خلق الغرب نفسه الاستشراق الإرهابي من عرب ضد العرب.

•      تقرأ يوميا عنتريات عربية ضد إيران وإيرانية ضد العرب

•      إيرانيون لا شك اخترقوا بلدهم لصالح العدو كما حصل مع العالم الإيراني فخري زاده واليوم هذا المعمل “نطنز”، وآلاف العلماء العراقيين قتلهم عراقيون، ناهيك عن السوريين.

الكل في معسكرنا هو “فرقة ناجية” ولكن بشرط أن تقضي على الفرق الأخرى.

بكلام آخر، ما لم تتوفر أنماط تفكير لا قبائلية ولا غيبية ولا دونية فإن سيلان الدم سيبقى.

لن ينتصر المتخلف على من يستخدم راسه. هكذا بصراحة.

نعم هناك إشكالات وحروب بين القوميات والطوائف، لكنه جميعها لم تخرج من عالم وثقافة ونمط تفكير ما قبل الرأسمالية والصناعة. بقيت محكومة بثقافة ريعية. ريع فكري اي “كمبرادور” فكري يستورد صورة وطنه من عدوه. ما زلتم في علاقاتكم تضامنا عابرا، مؤقتا مخلخلا خبيثا لا يلبث أن ينفرط بل حتى يتواصل بعضه مع العدو حتى خلال التضامن

إصطفافات أخطر من العدو: من الذي بوسعه تخيُّل أن وطنً فيه هذه المخاليط يمكن أن لا ينهار!!! خذوا مصر تحالف بين الإخوان/الدين الإسلامي السياسي والتروتسكي. طبعا التروتسك “ماركسيين” ويُفترض أنهم لا يؤمنون بالأديان والأهم أنهم مخترقين صهيونياً. كيف يتقاطع المسلم العربي مع الصهيوني؟ لا أقصد المسلم الحاكم طبعا. في تركيا “ثوار” سوريا والإخوان يدمرون ويحتلون أجزاء سوريا العربية المسلمة. فلسطينيو المسار الجديد يهاجمون سوريا لصالح من؟ أي في تحالف مع تروتسك فرنسا وخاصة جلبير اشقر. لاحظوا عزمي بشارة عربي فلسطيني كان شيوعيا وصار لبراليا متخصصاً ضد سوريا وإيران والصين وروسيا ويتقاطع معه فريق المسار الجديد الفلسطيني الذي سيحرر الوطن من على أنقاض الأندلس! فكيف يتخالط عزمي العلماني، الأرثوذكسي مع الإخواني والتروتسكي؟!

افتحوا الملف التالي، موقع إيراني  متخصص في التشيع ينشر اليوم مقالا عن صدام حسين باسم مزيف. اليوم! بدل أن يركز على العدوان الصهيوني على إيران، فها هذا إخلاص لإيران أم خدمة للكيان! هكذا يفضح المشبوه نفسه

(مجلة تحليلات العصر الدولية -حسين فلسطين: حروب صدام..ضحايا وأموال قاربت خسائر الحرب العالمية الأولى! http://alasrmag.com/?p=16926)

طبعاً اذكر حافظ الأسد امام بعثي عراقي يطلق عليك النار واذكر صدام أمام بعثي سوري يطلق عليك الكيان!!! بصراحة بهذه العقليات نذهب إلى قمامة التاريخ.

سادساً: ومع ذلك يعتدون لأنهم قلقين: مما حفظته أثناء دراستي في بريطانيا العبارة التالية “الغرب والآخرون”  The West and the Rest طبعاُ الآخرون ايضاً “الجوييم – الأغيار” نفس ثقافة التلمود. لذلك، تابعوا ما يقوله أكاديميو راس المال عن أي بلد في العالم ملخصه التالي” هل هذا البلد خطراً أو فرصا”. لاحظوا:

•      خطراً لأنهم يعتبرون كامل البشرية اعداء لهم وهذا كرره بوش الصغير عام 2003 حين احتلال العراق طبعا بعد تدميره 1991 “إما معنا أو ضدنا.

•      أو فرصاً، من أجل الربح والمال.

هكذا فقط ينظرون للعالم نظرة الكراهية والحقد والاستغلال والدوس على الأعناق. أُرفق هنا شريطي فيديو، واحد من استراليا وواحد للأمريكي ديفيد جودمان “الاسم ذو دلالة”. مجمل الشريط الأول وجوب هزيمة الصين، بلا مواربة، وكذلك الثاني، لكن الثاني أيضا يضيف روسيا وإيران بل ويرى أن الإسلام في تدهور وخاصة إيران حيث السكان يهرمون…الخ

يريدون خلق عالم مأخوذ بالمبالغة بقوة الصين والترهيب منها. ولا يمكنك التأكد إن كانت الصين بهذه القوة أم هناك مشروع سياسي عدواني يبالغ في ذلك كي تُشعل الحرب ضدها كما فعلوا ضد عراق صدام حسين.

لكن، هل هذا المركز بكل هذه القوة؟ هل لديه إشكالات؟ المركز مأزوم وضعيف ولذا ينتحر\بالتأكيد نعم. إنهم في ارتباك شديد، يرون العالم ينمو ويتحول رغماً عنهم، لذا يطلقون النار مرتاعين من كل حدب وصوب، يصيبهم جنون الرعب من الآخرين، لذا يضربون إيران، ويجهزون ضد الصين يحاربون كل العالم اقتصاديا، ويزرعون جنودهم في 700 قاعدة علنية ويدعمون انظمة تدير حروبا دائمة ضد شعوبها. لذلك نرى  بايدن في ترامب  وأكثر حقدا.

ولكن قوتهم الحقيقية من:

•      المتخلفين في أوساطنا الذين يأكلون بعضهم بعضا/ سني شيعي عراقي إيراني، مصري سوداني عربي امازيغي…الخ

•      والعملاء السريين بيننا الذين يتظاهرون بحب بلد أو قومية ويجلبون التناقض الدموي بيننا وليس بيننا وبين الثورة المضادة.

باختصار، المطلوب تنظيف الذات ولا مهادنة مع التخريب الجوَّاني وخاصة من لهم مصالح في ذلك. حينها لن يرى الموساد ما في داخل نطنز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى