بعد 35 عاما.. الأسير رشدي أبو مخ يتنفس الحرية!
جماهير حاشدة من كافة انحاء الوطن، تستقبل الأسير المحرر رشدي أبو مخ بالزغاريد والزهور، مرددين الهتافات الداعمة للأسيرات والأسرى وتحريرهم من سجون الاحتلال الصهيوني.
افرجت سلطات الاحتلال الصهيوني صباح اليوم الاثنين، عن الأسير رشدي (صالح) أبو مخ (58 عاما) من باقة الغربية، بعد ان قضى 35 عاما في غياهب المعتقلات الصهيونية.
واستقبلت جماهير حاشدة من كافة انحاء الوطن، الأسير المحرر رشدي أبو مخ بالزغاريد والزهور، مرددين الهتافات الداعمة للأسيرات والأسرى وتحريرهم من سجون الاحتلال الصهيوني.
وكانت عائلة أبو مخ أمضت 12 يوما ترقب وقلق وهي تنتظر الإفراج عنه بعد انتهاء محكوميتة الممتدة لـ 35 عاما، وخشية من إقدام السلطات الصهيونية على تمديد اعتقاله، كما حدث في المرة السابقة عندما مددت موعد الإفراج عنه 12 يوما بحجة أن على الأسير “مخالفة سير” قبل اعتقاله عام 1986.
ورغم مساعي الاحتلال بمنع الاحتفاء بتحرر احد الاسرى القدامى، خرج ذوو وأقرباء الأسير المحرر بالهتاف والزغاريد أمام منزله في مدينة باقة الغربية في الداخل الفلسطيني المحتل، استقبالا له، وهم يحملون العلم الفلسطيني والرايات المرحبة به وأكاليل الزهر، بعد أن استقبل بموكب كبير، على مدخل المدينة حيث احتشد مئات الفلسطينين، ثم تحركت قافلة المركبات باتجاه منزل العائلة.
وبالتزامن مع وصول الأسير رشدي منزله، توافد المئات من ابناء الشعبي الفلسطيني وعدد كبير من القيادات الوطنية والسياسية والجماهيرية، وأهالي الى منزل العائلة، في زيارات ترحيب واحتفاء بالاسير المحرر، معبرين عن سعادتهم بتحرره، داعيين الى تحرر كافة الاسرى.
اعتقال ابو مخ ورفاقه
واعتقل أبو مخ عام 1986، إلى جانب ثلاثة من رفاقه الأسرى وهم وليد دقة، وإبراهيم أبو ومخ، وإبراهيم بيادسة، وهم أفراد مجموعة واحدة، اتهمهم الاحتلال باختطاف الجندي “موشي تمام” وقتله من مدينة “نتانيا” المقامة على اراضي 1948، في أوائل عام 1985، وتلقي تدريبات عسكرية في قواعد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سوريا، وحكم عليهم بالسجن المؤبد مدى الحياة.
وحكم الاحتلال على الأسير أبو مخ بالسّجن المؤبد، جرى تحديده لاحقا بـ(35) عاما، علما أنه كان من المفترض أن يُفرج عنه الشهر الماضي، إلا أن سلطات الاحتلال مددت اعتقاله مدعية أن على الأسير أبو مخ “مخالفة سير” قبل اعتقاله، وعليه تم إضافة مدة الحكم ليكون موعد تحرره اليوم.
يذكر أن أبو مخ الذي اعتقل يوم 23 آذار/مارس 1986، توفيت والدته الحاجة سمية توفيق أبو مخ (85 عاما)، في نيسان/أبريل 2019، وقد غيبها الموت بعد 34 عاما من الانتظار بين الأمل والحلم التي رافقت عقود من المعاناة، عاشت من أجل تلك اللحظة على أمل أن تعانق الحرية باحتضان نجلها الأسير والاحتفال بزفافه.
وتوفي والد الأسير أبو مخ وهو في الأسر كما توفي شقيقه محمد في تاريخ 7 آذار/مارس 2007 في حادث عمل، بعدما انهار عليه التراب خلال عمله داخل حفرة لمد الأنابيب، ما أدى إلى إصابته بإصابات بالغة فارق الحياة على أثرها بعدة دقائق. كما الكثير من الأسرى القدامى الذين فقدوا أمهاتهم، وأفراد من عائلاتهم على مدار سنوات اعتقالهم.
الاسرى القدامى
يعتبر الاسير أبوم مخ أحد “الأسرى القدامى”، ومعتقل قبل توقيع اتفاقية “أوسلو” الشؤومة.
وعلى مدار عقود رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عن الأسير أبو مخ ورفاقه من الاسرى القدامى رغم مرور مجموعة من صفقات التبادل والإفراجات خلال سنوات أسرهم، وكان آخرها عام 2014، حيث تنكرت من الاتفاق الذي جرى ضمن مسار “اتفاق اوسلو” في حينه، وأبقت على اعتقال (30) أسيرا، وهي ما عرفت بـ “الدفعة الرابعة”.
ويبلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع “اتفاقية أوسلو” (26) أسيرا، منهم (12) أسيرا من الداخل الفلسطيني المحتل ، أقدمهم الأسيران كريم يونس، وماهر يونس المعتقلان منذ عام 1983.
ويعيش اسرى الداخل الفلسطيني معاناة خاصة داخل سجون الاحتلال، بحيث يعتبرهم الاحتلال “مواطنين إسرائيليين” ويرفض إطلاق سراحهم ضمن صفقات التبادل، وفي نفس الوقت لا يقدم لهم الامتيازات التي يقدمها للمعتقلين “الإسرائيليين”.





