بعد ستة اعوام من العدوان والصمود.. التحالف السعودي هزم في اليمن!
العدوان السعودي يدخل عامه السابع... والجيش اليمني يحقق نصرا ميدانيا يعتد به.
ستة أعوام مضت على العدوان العسكري الغاشم، للتحالف السعودي الاماراتي على اليمن، العدوان الذي لا يحكمه قانون ولا تضبطه قيود ولا دين، استهدف الشعب العربي اليميني ولم يراع حرمة الاطفال والنساء وقلة حيلتهم، العدوان الذي عجز عن تحقيق أي هدف استراتيجي أو عسكري في الميدان اليمني!

على شرف اليوم الوطني للصمود، استهدف الجيش اليمني، في السادس والعشرين من الشهر الجاري، مقرات شركة “ارامكو” في “رأس تنورة” و”رابغ” و”ينبع” و”جيزان” وقاعدة “الملك عبد العزيز” في الدمام بـ 18 طائرة مسيرة و8 صواريخ باليستية.
كما واستهدف الجيش اليمني مواقعا عسكرية أخرى في “نجران” و”عسير” في العمق السعودي بـ 6 طائرات مسيرة،
وأكد المتحدث الجيش اليمني، العميد يحيى سريع أن هذه العملية، جاءت على شرف اليوم الوطني للصمود، وأنها حققت أهدافها بنجاح.
وحذر المتحدث باسم الجيش اليمني، قوى العدوان السعودي الاميركي من عواقب استمراره في عدوانه وحصاره على الشعب اليمني، مؤكدا جاهزية القوات اليمنية لتنفيذ عمليات عسكرية أشد وأقسى خلال الفترة المقبلة.
مسيرات جماهيرية كبرى في الذكرى السنوية للصمود
بالمقابل، شهدت العاصمة صنعاء، وغالبية المحافظات والمدن في اليمن، اليوم الجمعة، فعاليات ومسيرات جماهيرية مليونية في الذكرى السنوية السادسة لصمود الشعب العربي اليمني، في وجه العدوان السعودي الإماراتي، الأمريكي، والاسرائيلي، تأكيدا على استمرار حالة النفير ورفد الجبهات والثأر للدماء المسفوكة ظلما.
وانطلق العدوان السعودي فجر الخميس 26 مارس/اذار من العام 2015 على أمل حسم سريع لم يتحقق حتى اليوم في ظل مقاومة ابطال الجيش اليمني واللجان الشعبية وصمود الشعب اليمني الذي لا يعرف الركوع أمام الظلم والغزاة.
قراءة في العدوان السعودي مع دخول عامه السابع!
في آذار/مارس 2015، شن ما اسمته السعودية بـ “التحالف العربي”، عمليات عسكرية ضد الشعب العربي اليمني، بحجة ضرب الجيش اليمني، إذ زعم التحالف، بحسب ما أعلن، أن الهدف من الحرب هو “استعادة شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي”، الذي لجأ في حينه إلى مدينة عدن جنوب البلاد قبيل مغادرته الى الرياض، بعد سيطرة الجيش اليمي على صنعاء في كانون الثاني/يناير من ذلك العام.
هذا العدوان الذي تم الإعلان عنه من واشنطن عبر مؤتمر صحفي لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير 26.03.2015 الذي أعلن فيه أن إعلان العدوان سببه “الدفاع عن شرعية الرئيس هادي”، وسميت العملية بـ “عاصفة الحزم” التي استمرت من 26 مارس/اذار، وحتى 21 إبريل/نيسان من عام 2015، ما زال يواصل حربه على اليمن حتى يومنا هذا، تحت مسمى “عملية إعادة الأمل”.
بعد دخول العدوان عامه السابع: السؤال الملح في هذه المرحلة، هل عاصفة الحزم حزمت وهل إعادة الأمل أعادت الأمل، وهل قيمة شرعية هادي تعادل هذه الكلفة من الدمار؟
يدخل عدوان التحالف السعودي على الشعب العربي اليمني، عامه السابع، ولم يحقق هذا التدخل هدفه المعلن، والمتمثل بـ”إلحاق الهزيمة بالجيش اليمني، وإرساء سلطة الحكومة الشرعية من جديد”، بل على العكس، فقد حققت القوى اليمنية، نصرا ميدانيا يعتد به.
كشف مركز “عين الإنسانية للحقوق والتنمية” اليمني، بعد دخول العدوان عامه السابع، والصمود الاسطوري لأبناء الشعب اليمني، عن إحصائيات بجرائم التحالف السعودي في اليمن.
إحصائيات بجرائم تحالف العدوان السعودي على اليمن
وأكد المركز أن إجمالي الشهداء والجرحى خلال ستة أعوام بلغ 593,43 مواطنا بينهم 17,097 شهيدا و26,496 جريحا، مضيفاً أن عدد الشهداء الأطفال خلال الفترة عينها بلغ 4181 طفلا، 2815 امرأة، و19498رجلا.
وذكر أن العدوان تسبب في تدمير وتضرر 15 مطارا و16 ميناء و307 محطات ومولدات كهربائية و551 شبكة ومحطة اتصال، في حين تعمد طيران العدوان تدمير واستهداف 2,228 خزاناً ومحطة مياه 1,978 منشأة حكومية و4,764 طريقا وجسرا.
ولفت المركز إلى أن المنازل المدنية المدمرة والمتضررة جراء العدوان بلغت 571,190 منزلا، و178 منشأة جامعية، و1413 مسجدا، و367 منشأة سياحية، و390 مستشفى ومرفقا صحيا.
وأكد مركز عين الإنسانية أن العدوان دمر واستهدف 395 مصنعا، و292 ناقلة وقود، 11,387 منشأة تجارية، و416 مزرعة دجاج ومواشي، و7495 وسائل نقل، و464 قارب صيد منذ بداية العدوان.
ووفقا لمركز “عين الإنسانية”، فقد استهدف العدوان 904 مخزن أغذية، و394 محطة وقود، و680 سوقا، و815 شاحنة غذاء، و1,102 مدرسة ومرفقا تعليميا، و7,191 حقلاً زراعيا، و143 منشأة رياضية، و247 موقعا أثريا، و48 منشأة إعلامية.
أكثر من ربع مليون غارة جوية على اليمن
ومن جانبه، أوضح المتحدث الرسمي الجيش اليمني – للقوات المسلحة اليمنية- العميد يحيى سريع، في مؤتمر صحفي بمناسبة مضي ستة اعوام على العدوان على اليمن، أن اجمالي ما تعرض له اليمن من غارات جوية من قبل تحالف العدوان بلغ أكثر من 266510غارة منها ما يقارب ألف غارة منذ بداية العام الحالي 2021م، فيما بلغ إجمالي عدد الغارات منذ اليوم الأول للعدوان هو ما تم رصده من قبل الجهات المختصة، منوها إلى أن هناك المئات من الغارات لم ترصد لاسيما خلال سنة 2015م وكذلك سنة 2016م.
ولفت إلى أن معظم هذه الغارات استهدفت المواطنين اليمنيين والقرى والمنازل والمدن والطرقات والمساجد والمنشآت الخاصة والعامة وأدت الى استشهاد واصابة عشرات الآلاف من اليمنيين.. لافتا إلى أن الجهات المختصة ستكشف الاحصائيات المتعلقة بالجرائم والضحايا والتداعيات والاضرار.
أكد العميد يحيى سريع أن تحالف العدوان الذي شاركت فيه أكثر من سبعة عشر دولة شن عدوانه على اليمن وهجومه العسكري البحري والبري والجوي في الوقت الذي لم تكن فيه القوات المسلحة اليمنية في حالة جاهزية عسكرية للتصدي لأي هجوم خارجي.
ولفت إلى أن الجاهزية في معظم الوحدات العسكرية كانت لا تزيد عن 25% وتمكن اليمنيون من التصدي للعدوان، مضيفا إنه في الوقت الذي كان فيه الجميع يراهن على احتلال اليمن خلال أيام ، وتوقع فيه الجميع استسلام اليمن خلال أيام وبالحد الأقصى أسابيع، ها نحن اليوم على اعتاب العام السابع من الصمود ندافع عن بلدنا وعن شعبنا ونؤكد مضينا في طريق الحرية والاستقلال.
عمليات القوات المسلحة اليمنية
وأضاف سريع أن “أكثر من 6192 عملية هجومية منها 167 عملية نفذتها قواتنا خلال الشهرين الماضيين”، مؤكداً أنّ عمليات القوات المسلحة اليمنية “أدت الى تحرير أراض واسعة وكبدت العدو خسائر بشرية وعسكرية”.
وقال سريع إنّ “وحدة القناصة نفذت ما يزيد على 54025 عملية قنص في مختلف الجبهات القتالية”، كما أدت العمليات إلى “مصرع وإصابة آلاف المرتزقة والقوات السودانية والسعودية”.
وذكر سريع أنّ “وحدة الهندسة نفذت أكثر من 10560 عملية واستهدفت تحصينات وثكنات وآليات وتجمعات”، مشيراً إلى أن “وحدة ضد الدروع نفذت أكثر من 6385 عملية واستهدفت آليات العدو ومدرعاته وناقلات الجند”.
أما وحدة المدفعية فقد نفذت وفق سريع، أكثر من 59852 عملية إسناد واستهداف وصد زحوف عدة”، موضحا أن “عدد الصواريخ نوع زلزال التي استخدمتها وحدة المدفعية بلغ أكثر من 10 ألف صاروخ”.
وواصل إنّ “قوات الدفاع الجوي نفذت أكثر من 1534 عملية تنوعت بين إسقاط طائرات وإجبار على المغادرة”، كما نجحت قوات الدفاع الجوي في “إسقاط أكثر من 454 طائرة لتحالف العدوان”.
في سياق متصل، أفاد سريع بأنّ “عمليات التصدي والإجبار على المغادرة بلغت 1080 عملية”، وقال إنّ القوات البحرية والدفاع الساحلي “نفذت أكثر من 34 عملية عسكرية نوعية”.
وأضاف سريع أن “القوات البحرية استهدفت سفناً وبوارج وفرقاطات وزوارق العدو إضافة إلى أرصفة موانئ تابعة للعدوان”، فيما نفذت القوة الصاروخية “أكثر من 1348عملية أطلقت فيها 1348 صاروخاً باليستياً” ومشيرا إلى أن “499 صاروخاً باليستياً استهدفت منشآت عسكرية تابعة للعدو السعودي وأخرى للعدو الإماراتي”. كما ذكر أنّ “849 صاروخاً باليستياً استهدفت منشآت ومقار ومراكز العدو ومرتزقته داخل الأراضي اليمنية”.
هذا وأوضح سريع أنّ “سلاح الجو المسير نفذ أكثر من 12623 عملية منها 1150 عملية هجومية”، مضيفاً أن “عدد العمليات الهجومية لسلاح الجو المسير على أهداف تابعة للعدو خارج اليمن بلغ أكثر من 572”.
قال سريع إنه “منذ مطلع العام الحالي بلغ إجمالي عمليات سلاح الجو المسير 1464 عملية”. كما أوضح أنّ عملية “وإن عدتم عدنا” في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 “استخدم فيها 9 صواريخ باليستية وأكثر من 20 طائرة مسيرة”.
أما خلال عملية “فأمكن منهم ” نفذت القوة الصاروخية مع سلاح الجو المسير 50 عملية على قواعد للعدو، وفقاً لسريع، الذي أشار أيضاً إلى أنه في 19 آذار/ مارس 2020 “نفذ القوة الصاروخية وسلاح الجو عملية لم تكشف تفاصيلها واستهدفت قواعد في الرياض”.
سريع تحدث عن أنّ “الخسائر في صفوف جيش العدو السعودي بلغت منذ بداية العدوان أكثر من 10403 بين قتيل ومصاب، أما خسائر العدو الإماراتي البشرية بلغت أكثر من 1240 بين قتيل ومصاب”.
“وفي صفوف المرتزقة السودانيين بلغت الخسائر البشرية أكثر ممن 8634 قتيل ومصاب” حسب سريع، الذي أكد أن “الخسائر البشرية في صفوف المرتزقة والعملاء تجاوزت أكثر من 226615 بين قتيل ومصاب”.
وقال إنّ “العدو اعترف خلال الأيام الماضية بمصرع 18 ألف عنصر من المرتزقة و50 ألف مصاب خلال 2020”. كما ذكر سريع أنه “خلال الأشهر الماضية بلغ عدد القتلى والمصابين في صفوف المرتزقة والخونة والعملاء 4700 قتيل ومصاب”.
المتحدث باسم الجيش اليمني، شدد على أن “قواتنا نجحت في تدمير أكثر من 14527 آلية ومدرعة ودبابة وناقلة جند وعربة وجرافة وسلاح متنوع”.
كما أوضح سريع أنّ “الصناعات العسكرية شهدت تطوراً كبيراً”، قائلاً: “باتت قواتنا قادرة على صناعة المزيد من الأسلحة الهجومية الثقيلة والمتوسطة والخفيفة”.
وقال “اليوم نؤكد أن هناك صواريخ جديدة لم يكشف عنها بعد وأجيالاً مختلفة من سلاح الجو المسيّر أيضاً”، مؤكداً أنّ “الأسلحة الجديدة ستشارك في المعركة بعد نجاحها في العمليات التجريبية”، مؤكدا أنّ “القوات المسلحة نجحت في تطوير الصواريخ الباليستية والمجنحة وسلاح الجو المسير”. كما نجحت القوات المسلحة في “ضم المزيد من التشكيلات العسكرية الجديدة الى الجبهات القتالية”.
وتابع: “على العدو أن يدرك أن العام السابع سيشهد مزيداً من العمليات العسكرية”، مضيفاً: “على العدو السعودي أن يتوقع المزيد من الضربات العسكرية خلال الفترة المقبلة”.
تحالف السعودية خسر في اليمن!
في البداية، شاركت سبع عشرة بلدان في التحالف. ومع مرور الوقت، انسحب المغرب، وطُرِدت قطر، فيما أبقى الأردن ومصر مسافة بينهما وبين التحالف. كما تسبب الخلاف مع قطر بتدهور العلاقات السعودية-الإماراتية مع حزب الإصلاح اليمني، فعلى الرغم من أن الأخير فصيل محلي، إلا أنه متهم من قبل التحالف بالانتماء الإيديولوجي لجماعة الإخوان المسلمين المدعومة من قطر.
في السنوات الاربع الأخيرة لم يبق إلى جوار السعودية، سوى دولة الإمارات، على الرغم من ابتعادها إلى حد التناقض في بعض الأحيان عن الاستراتيجية السعودية. وفيما تواصل السعودية، تقديم الدعم إلى حكومة هادي، ساهمت الإمارات في إنشاء كيان منفصل، المجلس الانتقالي الجنوبي، ليكون ذراعها العسكري.
التدخل العسكري للتحالف السعودي، لم يحقق هدفه المعلن، وبدلا من ذلك، أصبح التحالف السعودي مفككا بسبب صراعات المصالح بين أعضائه، ما أتاح لليمنيين التقدم على جبهات عدة.
خسرت السعودية الحرب على اليمن خسارة، لا يمكن حجبها، فالسعودية شنت الحرب تحت عنوان كاذب مزعوم هو دعم الشرعية وإجهاض ما أسمته “الانقلاب الحوثي”، وتمكين عبد ربه منصور هادي من حكم اليمن بقيادة سعودية أميركية وأبعاد انصار الله عن أي موقع لا بل اجتثاثهم من اليمن.
فمن اجل تحقيق هذا الغرض شكلت السعودية تحالفا مدعوما من الغرب الأطلسي، بقيادة أميركية دعما واسع النطاق إلى حد ظهر كما لو أن الحرب شنت على العدو الاسرائيلي، وأنفقت السعودية مليارات الدولارات على هذه الحرب تسليحا وخدمات ميدانية، ورغم كل الدمار الذي خلفه العدوان، تمكن الجيش الوطني اليمني من الصمود أولا ، ثم القيام بالتحرش الإزعاجي لمواقع العدوان في اليمن أو على الحدود السعودية اليمنية ، من ثم إلى عمليات الردع الاستراتيجي بقصف أهداف في العمق السعودي وللتأثير من خلالها على حركة النقل الجوي والطيران المدني والعسكري ودورة النفط والأمن والاستقرار في الداخل السعودي، عمليات ترافقت في داخل اليمن مع عمليات عسكرية نوعية قادتها القوات المسلحة اليمنية المتشكلة من الجيش الوطني اليمني واللجان الشعبية ، تمكنت هذه القوى من خلالها توسيع سيطرتها على الأرض اليمنية في الغرب والشمال والعمل باتجاه الشرق والجنوب بشكل يحرم العدوان من بناء قاعدة مستقرة تمكنه من القول بانه حقق نصرا ميدانيا يبنى عليه.
ورغم كل هذا الدمار الذي أحدثه العدوان على اليمن تحت عناوين “الحزم والأمل ودعم شرعية هادي”، إلا أن المراقبون يؤكدون أن الجيش اليمني يحرز تقدما مهما في الميدان، ويسيطرون على محافظات بأكملها، وقد أعلنوا سيطرتهم على أجزاء كبيرة ، وبهذه السيطرة تكون الحرب قد دخلت مرحلة الحسم الذي يفرض وقائع تجبر التحالف السعودي على تقديم تنازلات لليمن.
السعودية تطرح عرضا لوقف اطلاق النار!
وبعد عجر السعودية عن تحقيق أي هدف استراتيجي أو عسكري في الميدان اليمني، ووهنها العسكري وقدرة الجيش اليمني، على توجيه ضربات عسكرية أكثر دقة للأهداف السعودية، طرح السعوديون ما أسموه “مبادرة في اليمن” لأنهاء العدوان، تضمنت وقف إطلاق النار مع فتح جزئي محدود ومقيد لمطار “صنعاء” وميناء “الحديدة”، لتظهر بوجه أنساني من خلال التخفيف الجزئي والمحدود للحصار الوحشي الذي تمارسه، ولكسب الوقت لوقف الانهيارات في البني السعودية العسكرية، في داخل اليمن ، والاقتصادية والامنية في العمق السعودي، كذلك تجاوز الأثار السلبية لتحلل التحالف، وردت الحكومة الوطنية اليمنية في صنعاء على هذا العرض بالرفض القاطع.
الحكومة اليمنية ترفض
ورات الحكومة الوطنية اليمنية، أن الطرح السعودي، فيه مقايضة على المسائل الإنسانية بدلا من الموضوع الأساس المتصل بالعدوان التدميري، ولما يفوت على اليمن فرصة رفع الحصار ويبقي اقتصاده رهينة القرار السعودي، معتبرة المبادرة السعودية بانها خديعة، مشددة على شروطها بإعلان السعودية وقف العدوان بشكل مباشر ورفع الحصار بالكامل، وسحب القوات الأجنبية من اليمن.
وشدد اليمنيون أن الحصار الجوي والبحري السعودي على اليمن كان سببا رئيسيا وراء هلاك عشرات الآلاف من المدنيين اليمنين بسبب الحرب وانتشار الأوبئة والمجاعة في أسوأ أزمة إنسانية شهدها العالم، وعليه يصرون على وقف العدوان ورفع الحصار، وخروج المرتزقة من اليمن، قبل البحث في تفاصيل إبرام أي اتفاق سلام.
كبير المفاوضين، محمد عبد السلام، وصف الطرح السعودي بأنه “مبادرة موجهة للاستهلاك الإعلامي”، مؤكدا أن أي مبادرة أو صيغة لا تقر بأن اليمن كان ضحية العدوان والحصار منذ أكثر من ست سنوات ولا تميز بين القضايا الإنسانية والتوصل الى اتفاق سياسي أو عسكري، لا تحمل جديدا بالنسبة لنا”، مضيفا أن اليمنيين سيواصلون المحادثات مع الرياض والولايات المتحدة وسلطنة عمان، الدولة الوسيط، في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام”.
التغطية على المجازر الجماعية والحصار التجويعي!
صمود الشعب اليمني كشف أخلاقيات الرأسمالية الزائفة، بشأن حقوق الإنسان وتغطيتها للمجازر البشعة بحقه، صمود الشعب اليمني كشف أن أخلاقيات الدول الرأسمالية الداعمة لمتزعمي الحرب، مطروحة في بورصات أسواق المال الحربي وتخضع للمزاد والعرض والطلب. كما كشف ضعف وهشاشة موقف القوى الوطنية العربية وصمتها غير المبرر الذي يضع علامات استفهام، عن دورها في التصدي للظلم الذي يتعرض اليه الشعب العربي اليمني.
بعض الأطراف الدولية ضاق بها ذرعا استمرار التغطية على المجازر الجماعية والحصار التجويعي برا وبحرا وجوا، وأصبحت علنا تعبر عن ضيقها، في حين تستثمر واشنطن وإسرائيل في استمرار الحرب وارتكاب المزيد من الجرائم والابتزاز السياسي والاقتصادي.
هل يشارك الكيان الاسرائيلي بالعدوان على اليمن!
في العام 2019 قال المتحدث باسم الجيش اليمني العميد يحيي سريع في مؤتمر صحفي إن ” هناك دولا تشارك في العدوان على اليمن بشكل مباشر ولها دور قيادي وموجّه للعدوان مثل الولايات المتحدة، وهناك دول أخرى تشارك في العدوان بشكل غير مباشر مثل إسرائيل التي شاركت في عمليات القصف الجوي، خاصة في معارك الساحل الغربي ولكن بشكل غير مُعلن”.
يخشى الكيان الاسرائيلي، من الخبرات العسكرية التراكمية التي اكتسبتها حركة أنصار الله نتيجة شراسة الحرب اليمنية، وقسوتها وطول مدتها وتحالف القوى العسكرية اليمنية بقيادة الحوثيين، مع محور المقاومة -ايران سوريا لبنان وحزب الله-، الذي بإمكانه توظيف تلك القدرات العسكرية المتراكمة في مواجهة مع “إسرائيل” في لبنان أو في سوريا.
كما وأن مشاركة الكيان الاسرائيلي بالعدوان على اليمن تتوظف من أجل منع أنصار الله من السيطرة على مضيق “باب المندب” لأنهم قادرون على استهداف السفن الإسرائيلية التي تمر عبره، و”إسرائيل” لها تجربة سلبية في هذا الشأن عبر قيام أطراف مناهضة لها بإستهداف سفنها التي تمر عبر مضيق “باب المندب”، فحركات المقاومة الفلسطينية في التسعينات قامت باستهداف عدد من السفن الإسرائيلية التي تمر عبر المضيق، فضلا عن أن إسرائيل ترى أن ايران لها تواجد على البحر المتوسّط يهدد أمنها عبر حزب الله في لبنان وحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزّة، وهو ما يعني تواجد لحلفاء إيران بشكل مباشر في البحر المتوسّط والبحر الأحمر وهذا يهدد السفن الإسرائيلية سواء كانت متمركزة في البحر المتوسّط بشكل دائم أو متحركة في البحر الأحمر، لذلك تعمل إسرائيل على منع سيطرة أنصار الله على مضيق “باب المندب”.
الكيان الاسرائيلي لديه قواعد عسكرية في أريتريا وهي دولة مطلة على البحر الأحمر وهناك تواجد عسكري إسرائيلي مباشر في ميناء عصب الساحلي التي من الممكن أن تستخدمه “إسرائيل” للمشاركة في حرب اليمن سواء عبر الغارات الجوية أو الطلعات الجوية لتسليم السلاح المتطوّر إلى القوات السعودية على الأرض، خاصة مع قدرة أنصار الله علي استهداف الإمدادات عبر البر، فتكون أفضل وسيلة في تلك الحال هي إيصال “إسرائيل” المساعدات العسكرية لقوات التحالف السعودي، وتقول بعض التقارير ان “إسرائيل تنقل المساعدات العسكرية من ميناء عصب الأريتيري إلى قاعدة خميس مشيط في عسير وما يجعل تلك التقارير منطقية أن إسرائيل ليس لها تواجد عسكري في ميناء عصب فقط، بل لها تواجد في ميناء مصوع المطل على البحر الأحمر وقامت إسرائيل بإستئجار بعض الجزر المحيطة بالميناء من أجل التدخل عسكرياً لصالح السعودية في حرب اليمن “.
وكشف موقع awd news في تقرير له أن “وزير الخارجية السعودي عادل الجبير طلب من إسرائيل مساعدة السعودية في حرب اليمن، وأنه طلب من الملك سلمان بن عبد العزيز الموافقة على مساعدة إسرائيل للسعودية في الحرب” .
وكشف موقع liberty fighters الإخباري البريطاني أن “إسرائيل شاركت بسرب جوي لدعم القوات السعودية، ونقل الموقع عبر المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية أحمد العسيري أن أول غارة إسرائيلية استهدفت موقع للحوثيين كانت في تعز غرب اليمن”.
وختاما، كما تدخل الكيان الصهيوني في حرب اليمن سابقا لصالح السعودية ضد قوات الثورة المدعومة من جمال عبد الناصر بحجة مواجهة المشروع الناصري التوسعي، فإنها تتدخل اليوم لصالح السعودية ضد أنصار الله المدعومين إيرانياً بحجة مقاومة المشروع الإيراني التوسعي، وكأن التاريخ يعيد نفسه مع تغير الطرف الذي يتم التآمر عليه ، فأمس كان مشروع عبد الناصر المقاوم واليوم مشروع إيران المقاوم، في صورة تمثل استدامة تلاق الدولة الوهابية والدولة “اليهودية العنصرية” بوأد أي مشروع تحرّري ثوري مستقل في المنطقة يهدد المصالح الإمبريالية ، فتأسيس الدولة الوهابية كان مقدّمة لزرع “الدولة اليهودية” في فلسطين المحتلة، والدولتان العنصريتان تم تأسيسهما في المنطقة عبر الإمبريالية البريطانية من أجل هدف واحد وهو ضمان الهيمنة الإمبريالية المطلقة على الشرق الأوسط، وأكبر دليل -على ما ذكر اعلاه- يعبر عن هذه الحقيقة، هو تصريح محمد بن سلمان، الذي قال إن “عبد الناصر والخميني سبب خراب الشرق الأوسط” .