بدايات حلحة للوضع الداخلي في سوريا
رغم ان الأرض السورية ما تزال تخضع للاحتلال التركي والامريكي والاوروبي والصهيوني والكردي ولعصابات العمالة المحمية من تلك الجهات المذكورة والحرب الاقتصادية على الليرة السورية وغيرها من ضربات خاطفة صهيوامريكية التي كان آخرها الليلة الماضية ، حيث شنت ” إسرائيل ” عدوانها الغاشم على جنوب دمشق بالطائرات التي لم تتمكن من تحقيق أهدافها ، بل تم الرد عليها بصاروخ ارض- ارض إيراني من الجيل القديم ، لم تتمكن النيل منه صواريخ الكيان المضادة حيث سقط نذيراً بجانب مفاعل ديمونه النووي لتقول لإسرائيل : فما بالكم بالصواريخ البالستية الحديثة !
رغم كل ذلك نجد أن سوريا الدولة من شعب وجيش عربي ونظام قومي عربي اشتراكي ورغم أي نقد غربي يوجه له او فذلكات “إنسانوية وديمقراطوية ” صدّرها المستعمرون أعلاه ، ما تزال صامدة وتدير شؤونها الداخلية بكل صب وتصميم وهدوء مسجلة عدة خطوات نحو حلحة الأوضاع الداخلية سواء الاقتصادية او السياسية الداخلية او الأمنية .
شهد هذا الأسبوع الذي حل فيه عيد جلاء الاستعمار الفرنسي عن سوريا في 17 نيسان ، عدة تطورات لافتة على صعيد الجبهة السورية الداخلية .
أولها اجتماع مجلس الشعب السوري الذي اقر اجراء انتخابات الرئاسة السورية حسب ما تنص عليه مواد الدستور ، رغم المعارضة لمعسكر الأعداء الذي ذكر أعلاه ورغم التهديد والوعيد بمزيد من العقوبات الامريكية ، الا ان سوريا الدولة تمارس سيادتها دون أي خضوع للمعارضات والتهديدات من المعسكر الصهيوامريكي ، قائلة بشكل فعلي ، من يتباكى على اللاجئين السوريين وحقهم في انتخاب رئيسهم ، فليسمح لهم بالعودة لبيوتهم طواعيةً وان يتوقف عن احتجازهم كورقة مساومة ومتجارة إنسانية بقضيتهم ..
القضية الثانية هو تسليم أوراق اعتماد لسفراء دول تريد إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا ، بغض النظر عن هويات هذه الدول ، الا انها تعتبر تحد او تجاوز للموقف الامريكي والعربي الرسمي المتمثل بموقف ما يسمى بالجامعة العربية التي لم تقر بعد عودتها هي الى سورية العروبة .
القضية الثالثة هي تدعيم الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي ليتم تخفيض سعر صرف الدولار بما يزيد عن ربع قيمته قبل أسبوع ونيف ، وهذا اهم بند في مواجهة الحرب الاقتصادية التي تشنها أمريكا وحليفاتها على الجبهة السورية ، التي وصفها الرئيس بشار الأسد بانها اخطر واصعب من الحرب العسكرية ، حيث يأتي هذا التطور ضمن خطة حكومية وضعتها الحكومة السورية لمواجهة الحرب الاقتصادية المفروضة من أوسع الأبواب ، تحت عنوان قانون قيصر الأمريكي المشؤوم والذي لا يضر الا الشعب السوري ولاجئيه وليس بالنظام كما يتبجحون .
القضية الرابعة هي إعادة فتح المعابر الإنسانية والتجارية بين الأردن وسوريا التي توقفت منذ سنة بسبب كورونا ، وهذا التطور من شأنه ان يفتح الأبواب امام المنتوجات السورية الى الأردن والعالم ، كذلك يفتح الطريق امام الواردات من كل العالم عبر البوابة الأردنية ، الامر الذي من شأنه ان يخفف من شأو الحصار الاقتصادي على سوريا .
اما على صعيد الجبهة العسكرية فان الحرب ضد الإرهاب وعصاباته وداعميه على اشدها حيث تتعرض لضربات سورية وطائرات روسية قتلت منهم 200 إرهابي يوم الاثنين الماضي قرب تدمر ، في سياق تمشيط الصحراء السورية من الدواعش ومنعهم من العودة الى هذه المناطق .
كل هذه الضربات تأتي في ظل معلومات صحفية تفيد بأن بايدن يعزز القوات الامريكية في سوريا مستقدماً إياها من الأراضي العراقية التي ما تزال تحتلها أمريكا . فهل هذه الخطوة تشي بالتحضير لمرحلة مواجهة وتصعيد بين القوات الروسية – سورية والقوات الامريكية وحلفائها هنا في سوريا رداً على عجزهم في اكرانيا ؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام والاسابيع المقبلة !