انتفاضة القدس والشيخ جراح.. وانتفاضة اهلنا في الـ 48 وصمود غزة وصواريخها تصنع الانتصار
طارق أبو بسام
اكتب اليوم، وانا أحد ملايين الفلسطينيين والعرب واحرار العالم، الذين وقفوا الى جانب المقاومة، ويباركون لها، الآن، هذا الانتصار العظيم الغير مسبوق على دولة الكيان وعصابات المستوطنين، الذين هزموا امام المقاومة الفلسطينية باعترافهم بأنفسهم. هذا الانتصار الذي وضعنا على اعتاب مرحلة جديدة تؤسس لهزيمة المشروع الصهيوني وانكساره، وانتصار مشروع المقاومة والتحرير وكنس الاحتلال.
استهلالاُ، أتوجه بالتحية لكل المقاومين والمنتفضين الذين صنعوا هذا النصر بدمائهم وتضحياتهم.
التحية لشعبنا العظيم في القدس، في الشيخ جراح، في ام الفحم وعكا وحيفا والناصرة، في غزة الصامدة التي لبت نداء القدس. في الضفة الفلسطينية، في الخليل ونابلس رام الله وجنين، الذي نزل للشوارع يهتف للقدس وصواريخ غزة رغم كل محاولات اجهزة التنسيق الامني منعها من ذلك.
لم يعد خافيا على أحد الان، وبعد توقف إطلاق النار المؤقت، ان المقاومة قد انتصرت وأصبحنا امام معادلات جديدة لصالحها.
ان ما حققته الانتفاضة الشعبية في كافة مدن وقرى فلسطين وما أنجزته صواريخ المقاومة خلال اسبوعين من إيجابيات، عجزت عنه المفاوضات التي استمرت لأكثر من 30 عاما، إنما يقول، ان الطريق الى تحرير فلسطين هو طريق المقاومة وليس طريق اوسلو، والمفاوضات العبثية التي لم تحقق لشعبنا سوى الخسارة الصافية ولم تجلب لنا سوى المزيد من بناء المستوطنات واعداد المستوطنين وتراجع القضية الفلسطينية في المحافل الدولية والعربية وفتح الطريق امام عملية التطبيع التي التحق بها العديد من الانظمة الرجعية العميلة.
لقد اكدت انتفاضة شعبنا العظيم في كافة ارجاء الوطن والصواريخ التي انطلقت من غزة المحاصرة والمجوعة، غزة المحرومة من الماء والكهرباء وتقطع عنها كافة سبل العيش، ولكنها غزة الكرامة والرجولة، غزة الصمود والكبرياء.. غزة التضحيات العظيمة.. التي دفعت ولا زالت دماء أبنائها نصرة للقدس والحرية والشيخ جراح.. نعم لقد لبت غزة نداء القدس وتصدت لهذا العدو الصهيوني المجرم في الوقت الذي اكتفى فيه العديد من الزعماء العرب والجامعة العربية واصحاب اوسلو بإصدار بيانات الشجب والاستنكار.
لقد اثبتت مقاومة شعبنا وصواريخ غزة، ان العدو الصهيوني لا يفهم سوى طريقا واحدا هو طريق المقاومة وطريق القوة وان ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة
وجاءت هذه الصواريخ المباركة لتلحق الخسائر الكبيرة في صفوف العدو، وهي ليست عبثية وانما فاعلة ومؤثرة ويصرخ منها العدو، اما العبثية تأتي من خلال المفاوضات خاصة في ظل موازين القوى القائمة، وجاءت لتؤكد ان الحياة ليست مفاوضات وانما مقاومة.
لقد ثبت بالملموس ان المفاوضات مأساة واوسلو كارثة، وأنها اضاعت الحقوق الفلسطينية ولم تجلب لنا سوى توسيع المستوطنات وزيادة اعداد المستوطنين ومصادرة الاراضي وهدم البيوت وقلع الأشجار وزيادة اعداد المعتقلين ولم تحرر شبرا من فلسطين
وفي زمن المفاوضات تكرس الانقسام الفلسطيني وغابت منظمة التحرير وتخلت عن ميثاقها ودورها. وفي زمن المفاوضات واوسلو زاد عدد الانظمة العربية المطبعة مع دولة الكيان وأطلت برأسها ثقافة التطبيع من خلال الكتابات والمسلسلات وعبر وسائل الإعلام
وبدلا من عودة الفلسطينيين الى وطنهم أصبحنا امام حملات التهجير والتشريد ورفض حق العودة مقابل قدوم المزيد من اليهود الى فلسطين. وبدلا من قيام الدولة الفلسطينية أصبحنا امام الدعوة ليهودية الدولة والسؤال ماذا حققت لنا المفاوضات.. لقد ابعدتنا عن القدس وعن التحرير
اما المقاومة والصواريخ، ها هي تقربنا من القدس ومن تحرير فلسطين وتحول الحلم الى حقيقة ولم تعد عملية التحرير وهما، اننا الان نعيش في زمن المقاومة والانتصارات وعندما تتكلم المقاومة من خلال البندقية والصاروخ تصبح هي صاحبه القرار وتستطيع ان تغير المعادلات على طريق تغيير موازين القوى
وهذا ما حصل خلال هذه المعركة المجيدة معركة الشعب والصاروخ
لقد تغيرت المعادلات وأصبحنا امام واقع جديد، اليد العليا فيه للمقاومة، وان قطار التحرير الفلسطيني وضع على السكة الصحيحة وانطلقت مسيرته وبتلاحم كامل مع محور المقاومة وهذا ما عبرت عنه مواقف كافة اطراف هذا المحور عندما اكدوا دعمهم لفلسطين ووقوفهم الى جانبها قولا وفعلا والاستعداد لتقديم كل شيء وصولا للمشاركة المباشرة في المعركة.
ان عدم الدخول المباشر للمعركة يتعلق بعدة اسباب، اولها ان المقاومة الفلسطينية ليست بحاجة لذلك في هذه اللحظة بالذات، وهي قادرة على التصدي بحدود المعركة القائمة.
وثانيا ارادت المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة ان يكون هذا الانتصار فلسطينيا خالصا، وعدم السماح للعدو الاسرائيلي ان يظهر وكانه يحارب على عدة جبهات ويكسب الراي العام العالمي وبالتالي سحبت هذه الورقة منه، وانا هنا أقول وأكرر ما اكدته المعلومات وتصريحات قادة محور المقاومة انهم كانوا جاهزين لدخول المعركة الى جانب الفلسطينيين لو طلب منهم ذلك.
وتجدر الاشارة ان السلاح الذي قاتلت به الفصائل الفلسطينية، والخبرة والتجربة التي امتلكتها، جاء بناءً على دعم من محور المقاومة، وهو من ساهم بالإعداد والتحضير وصولا إلى هذا المستوى. واي تشكيك او قول غير ذلك ليس في محله وينم عن عدم المعرفة في احسن الحالات.
بعد ذلك لا بد من تسجيل الانجازات التي حققتها المقاومة والخسائر التي لحقت بالعدو
– انجازات المقاومة
_اولا..
تحقيق وحدة الشعب والأرض، حيث تجسدت بأروع ما تكون خلال هذه الفترة عبر مشاركة الجميع في هذه الانتفاضة المباركة، من القدس الى الضفة ومن الضفة الى غزة ومن غزة الى الـ 48 وقد تجسد ذلك في صورة رائعة لم يشهد لها مثيل وتجاوزت كل التوقعات
حيث قال شعبنا الفلسطيني في الـ ٤٨ نحن جزء اصيل من الشعب الفلسطيني ولسنا عرب (اسرائيل) ومعركتنا ليست معركة المساواة وانما معركة تحرير الأرض وهذا ما قالته جماهير ام الفحم واللد وحيفا ويافا والناصرة والرملة وكل مدن وقرى الـ ٤٨ وعبرت عنه بدماء الشهداء والجرحى والانخراط الفعلي في الانتفاضة مما وجه لطمة قوية لدولة العدو ولمن يتبعون سياسة الأسرلة لفلسطيني الداخل واكدت ان الصراع مع هذا العدو هو صراع وجود ولا يمكن التعايش معه وهذا احد العناوين الرئيسية والهامة التي تؤسس للمرحلة الجديدة وكسب معركة الوعي.
-ثانياً …
وحدت الفصائل المقاتلة في غرفة عمليات مشتركة تقود معارك الميدان وتقف وراءها كل القوى السياسية والوطنية الفلسطينية داعمة لها ومتمسكة بخيار المقاومة وقضت على اوهام التسوية السياسية والرهان على امريكا والرباعية وغيرها
واكدت ان من يصنع الوحدة هو المقاومة التي وحدت الجميع معها في الميدان خلال اسبوعين فقط وانهت الانقسام في الوقت الذي عجزت فيه عشرات جلسات الحوار الممتدة من القاهرة الى قطر ومنها الى اسطنبول ومن مكة الى موسكو وبيروت ورام الله واستمرت لسنوات طويلة ومنذ أكثر من 14 عاما. ووجهت رسالة للجميع ان ما تفرقه السياسية تجمعه المقاومة.
نعم لقد توحد الجميع.. تحت راية واحدة وخطة واحدة واهداف واحدة وقيادة واحدة وغرفة عمليات مشتركة واحدة، في اعلى درجات التناغم والتنسيق بين الجميع القسام والسرايا وابوعلي والوطنية والاقصى والناصر.. واكدت ان أقصر طريق للوحدة هو طريق المقاومة.
_ثالثا..
وضعت القضية الفلسطينية مجددا في مكانها الطبيعي لدى الشعوب العربية باعتبارها القضية المركزية الاولى للامة بعد ان كادت عمليات التطبيع وما سمي بالربيع العربي ان يسقط الاهتمام العربي بها. وها هي جماهير شعبنا العربي في الاردن ولبنان تزحف نحو الحدود وشعبنا في العراق يتقدم من بغداد والمدن العراقية نحو الحدود الاردنية للعبور منها الى فلسطين وها هي اليمن تعلن وقوفها مع فلسطين بالدم وتقوم بجمع التبرعات. وها هي جموع شعبنا في القاهرة وعمان يطالبون بإلغاء (معاهدات السلام) وتقوم جماهيرنا في المغرب والبحرين والسودان وهي تخرج بعشرات الآلاف وتطالب بإلغاء اتفاقيات التطبيع مع العدو، وتخرج الجزائر وتونس والكويت وكافة البلدان العربية للشارع معلنة وقوفها الى جانب المقاومة ودعمها لها
وها هو الرئيس بشار الأسد يستقبل قادة المقاومة ويعلن بشكل واضح ان ابواب سوريا مفتوحة لجميع المقاومين ويعرب عن استعداد سوريا لتقديم كل الدعم المطلوب.
اما حزب الله فها هو يعلن على لسان قادته ان المعركة واحدة والمصير واحد والتنسيق قائم مع الفصائل الفلسطينية وننتظر بشوق شديد ان يأتي الوقت كي نخوض المعركة مع الفلسطينيين كتفا الى كتف. وجنبا الى جنب
اما إيران فقد قالت بلسان قيادتها وعلى رأسهم خامينئي وقادة الجيش والحرس الثوري ولواء القدس، لن نترك الفلسطينيين وحدهم وسنقدم لهم كل ما يريدون وان هناك تنسيق كامل بين أطراف المحور يعرف كل فريق موقعه ودوره والمطلوب منه فيه.
_رابعا..
اسقاط صفقة القرن وكل ما جاء فيها تحت أقدام انتفاضة الشعب الجبارة، وصواريخ المقاومة المنتصرة التي دكت كافة مواقع العدو وطالت كافة المناطق
_خامسا…
اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على المستوى العالمي حيث جابت شوارع اوروبا وامريكا وكندا وعواصم مدنها المختلفة وغيرها من عواصم العالم عشرات الالاف من المتظاهرين، تدين الاعتداء وممارسات دولة العدو وتطالب بدعم الشعب الفلسطيني ومنحه حقوقه في إقامة دولته وحق العودة وتقرير المصير.
هذه المظاهرات التي لم يحصل مثيلا لها منذ وقت طويل وفي اشارة واضحة إلى تغيير وتحول في الراي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية، خاصة عندما هتفوا فلسطين حرة حرة ..يا صهيوني برة برة
ونعم لتحرير فلسطين من النهر الى البحر
_سادسا..
_ وجهت ضربة قاصمة لأنظمة التطبيع والمطبعين حيث انتصرت ثقافة المقاومة وهزمت ثقافة التطبيع وما تم فعله خلال سنوات من اجل التطبيع سقط خلال ايام
بعد تعداد هذه المكاسب والانجازات، لابد من التوقف امام الخسائر التي لحقت بدولة العدو في هذه المعركة ومنها:
اولا…
كسر هيبة دولة الكيان وتحطيم صورة جيشه الذي لا يقهر، حيث هزم بعزيمة المقاومين وارادتهم وبفعل نيران صواريخهم، ولم يجرؤ على ارسال دبابة واحدة للمشاركة في القتال واكتفي بالقصف عن بعد
_ثانيا ..
فشل نظرية الأمن والاستقرار التي كانت تتغنى بها دولة العدو طوال السنوات السابقة وثبت بالملموس ان هذه الدولة الغاصبة قد اهتزت أركانها ولم تعد قادرة للدفاع عن نفسها وهي المعتدية ولم تعد المكان الآمن لاستقبال المستوطنين بل على العكس تماما بدأت عمليات جمع الامتعة والاستعداد للرحيل وهذا ما سنراه في الوقت القريب، كون هذه المعركة رسمت علامة استفهام كبرى على مستقبل هذه الدولة ولم يعد السؤال المطروح عن امكانية زوالها حيث باتت حقيقة مؤكدة وأصبح السؤال متى يكون ذلك؟
ثالثا…
_في الجانب الاقتصادي
لقد خسرت “اسرائيل” مئات الملايين من الدولارات بحكم النفقات على آلتها العسكرية وتكاليف قبتها الحديدية التي اثبتت فشلها بامتياز وبفعل اغلاق المطارات وتعطيل الموسم السياحي وبفعل الدمار الذي الحقته صواريخ المقاومة في المنشآت والمستوطنات والمدن التي قصفتها ومن المبكر تقدير حجم هذه الخسائر بدقة الآن.
وقد اكدت صحيفة “ها ارتس” ذلك من خلال ما جاء فيها حول الخسائر الاقتصادية حيث قالت: “خسارتنا كل 3 ايام 912 مليون دولار، طلعات الطائرات وثمن صواريخ القبة الحديدية وتزويد الآليات بالوقود واستهلاك الذخيرة ناهيك عن تعطيل الحركة التجارية والسيارات والمصانع وهبوط البورصة وتوقف معظم مؤسسات البناء وتعطيل المطارات وبعض خطوط القطارات ناهيك عن التدمير في البيوت والسيارات والمصانع بفعل صواريخ المقاومة”. وهذا إنما يؤكد ما ذهبنا اليه.
_رابعا…
انهيار وتدني الروح المعنوية بشكل كبير في صفوف الصهاينة الذين كانوا يفرون امام قصف الصواريخ الفلسطينية هرعا الى الملاجئ بينما كان الفلسطينيون يعتلون أسطح المنازل ويهتفون للمقاومة ويطالبون بالمزيد من القصف.
_خامسا….
العزلة التامة التي باتت تحيط بالكيان الصهيوني وزيادة الانتقادات لهم والتحول في الرأي العام ضدهم بما في ذلك خطاب بعض الرسميين في الكونغرس الأمريكي والحكومات والبرلمان الأوروبي في نقلة مهمة لصالح الفلسطينيين.
_سادسا….
فشل عملية التطبيع مع الأنظمة العربية المطبعة على عكس ما كانت تنتظره “اسرائيل”
_سابعا…
تفاقم حدة الصراع الداخلي وزيادة حجم التناقضات التي باتت تعصف بالكيان وتهديد وجوده من الداخل وهذا ما عبرت عنه جولات الانتخابات المتكررة دون الخروج من المأزق.
وجاءت هذه المعركة لتزيد من ذلك وهذا سيظهر جليا في قادم الايام
اما الآن وبعد هذا الاستعراض يجب ان يتم التوقف امام السؤال الاهم والابرز الذي يواجهنا وهو ما العمل؟ وما هو المطلوب
إن المحافظة والبناء على الإنجازات التي سبق ذكرها، ولضمان عدم تضييعها في متاهات السياسة العبثية، والمراهنات على ما يسمى زورا بـ “العملية السلمية”، كما حصل مع الانتفاضة الأولى، يتطلب تضافر عدد من الاشتراطات، وأساسها مرتبط بالظرف الذاتي الفلسطيني،
ان المطلوب من قيادة الفصائل التي خاضت هذه المعركة ان تدفع بكل ثقلها من اجل تشكيل قيادة موحدة تقود الانتفاضة وتؤمن استمراريتها، وان نكون امام استعادة وحدة منظمة التحرير استنادا إلى ميثاقها الوطني، والعودة للتمسك بالثوابت الوطنية والغاء اتفاقيات اوسلو وسحب الاعتراف بدولة الكيان، والخروج نهائيا من المراهنة على الولايات المتحدة والرباعية الدولية والذهاب لتفعيل خيار المقاومة الذي اثبتت الاحداث والمعارك الاخيرة صحته مقابل خيار المفاوضات الذي فشل بامتياز
وهذا يتطلب انجاز الوحدة الوطنية واعادة تشكيل المجلس الوطني بمشاركة الجميع والغاء الهيمنة والفردية واستفراد شخص واحد بالقرار واحترام قرارات المؤسسات.
بعد هذه المعركة دخلنا مرحلة جديدة وهذا يتطلب قيادة جديدة والقيادة الحالية المتنفذة لم تعد صالحة ويجب ان ترحل، وإذا كانت الانتخابات قد تم تأجيلها ولم يستطع شعبنا قول كلمته في صناديق الاقتراع ها هو يقولها من خلال الصواريخ والانتفاضة وعلى الجميع ان يسمع له.
واخيرا نقدم كل التهاني لشعبنا ومقاومته على هذا الانتصار ونؤكد ان من صنع هذا الانتصار يجب ان يكون هو صاحب القرار
ولا يجوز لاي كان ان يستثمر هذا الانتصار بشكل خاطئ عبر تحسين شروط المفاوضات وعلى من قاد الميدان ان لا يسمح بذلك
شعبنا عظيم… مقاومتنا تنتصر
عدونا مهزوم ومأزوم وأصبحنا اليوم أقرب الى القدس والى تحرير فلسطين من اي وقت مضى ولم يعد ذلك حلما بل أصبح واقعا والمسألة فقط هي مسألة وقت لا غير.