مقالات

السيسي ومحمد بن زايد واختراق المقاومة في غزة- 500 مليون دولار من مصر…..ما خفي أعظم!

د. اسماعيل عامر

مساعدة السيسي بإعادة اعمار غزة ب 500 مليون دولار أمر استهجنه أهل غزة ، في ظل ما تعانيه مصر من وضع اقتصادي صعب ، يطل علينا السيسي ليتبرع لإعمار غزة بمبلغ كبير مع أن خسائر العدوان على غزة لم يتجاوز حتى اللحظة 350 مليون دولار، ولكن هناك كلمة قالها الناطق باسم الرئاسة المصرية بأن مصر تتبرع مع دخول مقاولين ومهندسين مصريين لغزة!

أتساءل وهل غزة تفتقر للمقاولين والمهندسين؟

ولكن ما خفي هو أن الممول هو الامارات وصاحب الاقتراح العدو الصهيوني وهؤلاء مجتمعين لهم هدف خبيث ألا وهو عندما يأتي وقت إعادة الإعمار في غزه بعد انتهاء هذه الحرب الذي يشنها العدو الصهيوني ، سيقول السيسي نحن لا نعطي أموال نقدية لإعادة إعمار غزه خوفا من أن تتجه نحو التسليح للمقاومة بل نحن من سينفذ إعادة الإعمار وتوفير جميع المواد اللازمة لإعادة الإعمار من طرفنا، وكلنا يعلم أن الذي يبني ويعمر في مصر هو الجيش المصري وشركاته فمن البديهي أن الذي سوف ينفذ إعادة الاعمار هو الجيش المصري والشركات الباطنية التابعة له وهذا سيكون مدخل كبير لدخول نار جهنم لغزة لا سيما اذا ما قبلت حماس بذلك ، بمجرد بدء عمليات الهدم والبناء ستبدأ المخابرات المصرية والموساد والمخابرات الإماراتية تحت غطاء العمالة الفنية بالتوافد الى غزة وستبدأ عمليات التجسس على قيادات حماس والجهاد الاسلامي وغيرها من الفصائل وعلى مصانع السلاح والصواريخ والانفاق وكذلك تجنيد العملاء لتطويق الفصائل الجهادية في غزة جميعها، وسيصبح كل أخبار المقاومة وتطورها لدي جهاز الموساد الصهيوني، وشعب غزة بطبيعته طيب سيجيب العامل والمهندس المصري الذي جاء ليمد يد العون لنا على كل ما يسأل بالتفصيل الممل وعند حدوث أية عدوان قادم سيسقط قطاع غزه في يومين لا سمح الله .

ولكن إذا رفضت حماس العرض المصري سيقوم الإعلام المصري بشن هجوم ليس له مثيل على حماس التي تحجب الإعمار عن أهل غزة الضعفاء وستكون في اعتقادي دعاية ليست لها مثيل من قبل سيتكون بعدها عداء وفتنة بين الشعب المصري والغزاويين مما ينعكس سلبا على الحياة المعيشية في غزة ولا يحدث تعاطف من الشعوب العربية.

بل ستتخذ مصر إجراءات عقابية ضد حماس ولن تتعامل معها في فتح معبر رفح وخلافه من الأمور التجارية الأخرى، وستنادي على السلطة الشرعية في نظرها سلطة رام الله بأنها هي الممثل الوحيد للشعب وهي التي ستعمر القطاع بالتعاون مع مصر ، وحينها سيتحقق السيناريو الذي مفاده السلطة ستتحكم بكل مفاصل الإعمار وستحرض ضد المقاومة في كل الميادين بأنها دمرت القطاع بعنادها وأنها لم توافق على الإعمار بشروط مصرية والسلطة الأب الحنون هو من سيكون له السبق في الإعمار، حينها سيبدأ العالم بقبول رواية الإعلام السلطوي المصري الإماراتي الصهيوني الخبيث ، حماس رفضت الإعمار لأنه لن يدخل أمواله بنوكها والتي بدورها ستعزز سلاحها، وهي لا تكثرت بأهل غزة بل تفكر بنفسها.

فالحذر الحذر يا قيادة المقاومة من هذا الفخ الذي استغربه كل العقلاء من مصر وتصرفاتها المفاجأة وقت العدوان والتي جاءت ليست على فطرة قيادة مصر التي شنت الحروب ضد أهل غزة في إعلامها.

ما خفي أعظم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى